QR Code
https://iclfi.org/pubs/icl-ar/2025-oct-7
مترجمة من After October 7 | Where Are We Now? (الإنجليزية), Spartacist (English edition) رقم 70 ,

ﻗﺑل اﻟﺳﺎﺑﻊ ﻣن أﻛﺗوﺑر، ﻛﺎﻧت اﻷوﺿﺎع ﻓﻲ ﻓﻠﺳطﯾن ﻣﺳﺗﻘرة ﻧﺳﺑﯾًﺎ، وﻟﻛن "اﻻﺳﺗﻘرار" ﻻ ﯾﻌﻧﻲ أن اﻟوﺿﻊ ﻛﺎن "ﺟﯾدا." ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ، ﻛﺎﻧت اﻷوﺿﺎع ﺗزداد ﺳوءًا ﻟﺳﻧوات عديدة ، ﺑﯾﻧﻣﺎ اﺷﺗﮭرت ﺣﻛوﻣﺔ ﻧﺗﻧﯾﺎھو ﺑتبني ﺳﯾﺎﺳﺔ "إدارة اﻟﺻراع"، اﻟﺗﻲ رﻓﺿت أي ﻣﺣﺎوﻟﺔ للتفاوض. وﺑدﻻً عن ذﻟك، اﺗﺑﻌت إﺳراﺋﯾل ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻌﺻﺎ واﻟﺟزرة. ﻛـ"ﺟزرة"، يتم ﺗﻘدﯾم الأﻣوال ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺿﻔﺔ اﻟﻐرﺑﯾﺔ ولحركة ﺣﻣﺎس ﻓﻲ ﻏزة ﻟﺿﻣﺎن اﺳﺗﻣرار اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ. أﻣﺎ ﻛـ"ﻋﺻﺎ"، ﻓﻘد ﺗﻣت ﻋﺳﻛرة اﻟﺿﻔﺔ اﻟﻐرﺑﯾﺔ واﻟﻘدس اﻟﺷرﻗﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﻣﺗزاﯾد، ﻣﻊ ﺗﻣﻛﯾن اﻟﻣﺳﺗوطﻧﯾن ﻟﻼﺳﺗﯾﻼء ﻋﻠﻰ اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻷراﺿﻲ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ. وﻓﻲ ھذه اﻟﻣﻧﺎطق، شهدت ﻛل ﺳﻧﺔ بين عامي ٢٠٢١ و٢٠٢٣ أﻋﻠﻰ ﻋدد ﻣن اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن اﻟذﯾن ﻗﺗﻠﮭم اﻟﺟﯾش اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ ﺧﺎرج "زﻣن الحرب ." أﻣﺎ ﻓﻲ ﻏزة، ﻓﻘد ﻛﺎﻧت "إدارة اﻟﺻراع" أﯾﺿًﺎ ﺗﻌﻧﻲ "ﻗص اﻟﻌﺷب" ﻛل ﺑﺿﻊ ﺳﻧوات، ﺣﯾث ارﺗﻛﺑت إﺳراﺋﯾل عدة ﻣﺟﺎزر بهدف ﺑث اﻟﯾﺄس في أوساط الفلسطينين. وﻗد ﻓﻌﻠت ذﻟك ﺑﻛﺛﺎﻓﺔ ﻣﺗزاﯾدة ﻓﻲ كل من ﻋﺎم ٢٠٠٨، وﻋﺎم ٢٠١٢، وﻋﺎم ٢٠١٤، وﻋﺎم ٢٠٢١.

ﺧﻼل ھذه اﻟﻔﺗرة ﻣن "إدارة اﻟﺻراع"، ﺑدأت إﺳراﺋﯾل ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣن أزﻣﺎتها الداخلية المرتبطة ﺑﻔﺳﺎد ﻧﺗﻧﯾﺎھو وﻣﺣﺎوﻟﺗﮫ اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ السلطة اﻟﻘﺿﺎئية، ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ إﺿراب ﻋﺎم ﺿد نتنياهو ﻗﺎدﺗﮫ اﻟﻘوى اﻟﻠﯾﺑراﻟﯾﺔ. وﻋﻠﻰ اﻟﺻﻌﯾد اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ، ظلت اﻟﺣرب اﻟﺳورﯾﺔ في حالة جمود لعدة ﺳﻧوات، ﺣﯾث ﺑدا ظاهريا أن ﻧظﺎم اﻷﺳد قد ﺧرج ﻣﻧﺗﺻرًا. ورﻏم ﻋدم ﺷﻌﺑﯾﺔ ﺗدﺧل ﺣزب ﷲ وإﯾران إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻷﺳد، إﻻ أﻧﮭﻣﺎ ﺣﺎﻓظﺎ ﻋﻠﻰ ﻣوﻗف ﻋﺳﻛري ﻗوي ﻧﺳﺑﯾًﺎ.

اﻟﺳﺎﺑﻊ ﻣن أﻛﺗوﺑر واﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﺣرﻛﺔ ﺣﻣﺎس

ﻟﻘد ﺣطم اﻟﺳﺎﺑﻊ ﻣن أﻛﺗوﺑر اﻟوﺿﻊ اﻟﻘﺎﺋم ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ. فاﻟﮭﺟوم اﻟذي ﻗﺎدﺗﮫ ﺣرﻛﺔ ﺣﻣﺎس، واﻟذي اﺧﺗرق ﺳﯾﺎج ﻏزة واﺷﺗﺑك ﻣﻊ الجيش اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ وأﺳﻔر ﻋن ﻣﻘﺗل ﻣﺋﺎت اﻟﻣدﻧﯾﯾن، كان اﻟﮭﺟوم اﻷﺷد ضراوة ﻋﻠﻰ إﺳراﺋﯾل ﻣﻧذ ﺣرب ١٩٧٣. ونتيجة لذلك، ﻏﯾّر اﻟﻧظﺎم اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ ﻣﺳﺎره ﻣن سياسة "إدارة اﻟﺻراع" إﻟﻰ "ﺣﻠﮫ." ﻛﯾف يحقق ذلك؟ ﻣن ﺧﻼل "اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ ﺣﻣﺎس"، أي اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ ﻛل أﺷﻛﺎل اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ وإﺟﺑﺎر اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن ﻋﻠﻰ الخضوع واﻻﺳﺗﺳﻼم ﻋﺑر اﻟﻘﺗل واﻟﺗطﮭﯾر اﻟﻌرﻗﻲ.

وﺑﻌد ١٩ ﺷﮭرًا، ﺗﺣول ﻣﯾزان اﻟﻘوى ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟدوﻟﺔ اﻹﺳراﺋﯾﻠﯾﺔ واﻹﻣﺑرﯾﺎﻟﯾﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ. ﺗﻘﻊ ﻏزة ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺧراب، الآن و أﻛﺛر ﻣن ٥٠ أﻟف ﻓﻠﺳطﯾﻧﻲ قد قتلوا )ﯾﻘدر اﻟﻛﺛﯾرون ﻋددًا أﻛﺑر ﺑﻛﺛﯾر(، وأﺻﺑﺢ اﻟطرﯾق ﻣﻣﮭدًا أﻣﺎم إﺳراﺋﯾل ﻟﺗﺻﻌﯾد ﺣرب اﻹﺑﺎدة الجماعية وﺗﺟوﯾﻊ ﺳﻛﺎن اﻟﻘطﺎع. ھذا اﻟوﺿﻊ اﻟﻛﺎرﺛﻲ ﻟﯾس ﻓﻘط ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗﻔوق اﻟﻌﺳﻛري اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ، ﺑل أﯾﺿًﺎ ﺑﺳﺑب اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﺣﻣﺎس ﻧﻔﺳﮭﺎ، اﻟﺗﻲ اﻋﺗﻣدت ﻋﻠﻰ عدد من الإفتراضات الخاطئة:

  • ١ أن اﻹﻣﺑرﯾﺎﻟﯾﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﺳﺗﺗدﺧل وﺗﺟﺑر إﺳراﺋﯾل ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾم ﺗﻧﺎزﻻت ﻟﻠﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن.

  • ٢ أن الولايات المتحدة ستُجبر على القيام بذلك من خلال اﻟﺿﻐط ﻣن "اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟدوﻟﻲ" واﻟرأي اﻟﻌﺎم وﺣرﻛﺎت اﻻﺣﺗﺟﺎج.

  • ٣ أن إﯾران وبقية أعضاء ﻣﺣور اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ ﺳﯾﺿطرون ﻹﻋﻼن ﺣرب إﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﺿد إﺳراﺋﯾل.

  • ٤ أن اﻟﻔوﺿﻰ ﻓﻲ إﺳراﺋﯾل ﻛﺑﯾرة ﻟدرﺟﺔ أن اﻟﺟﯾش ﺳﯾﻧﮭﺎر ﻣن اﻟداﺧل.

إن اﻻﻓﺗراض اﻷول ﯾﻌﻛس أوھﺎم ﺣرﻛﺔ حماسﻓﻲ اﻹﻣﺑرﯾﺎﻟﯾﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ، فقد كانوا يعتقدون أن إضعاف القوة الأمريكية يعني أنها ستكون أكثر استعدادًا للتنازل والانسحاب من مناطق نفوذها. لكن ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ، اﻟﻌﻛس ھو اﻟﺻﺣﯾﺢ. ﻣﻊ ﺗﮭدﯾد ھﯾﻣﻧﺗﮭﺎ، بات ﻋﻠﻰ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻻﻋﺗﻣﺎد أﻛﺛر ﻋﻠﻰ كلب هجومها اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ.

إن الآمال المُعبَّر عنها في الافتراض الثاني تُنكر أن الولايات المتحدة تقود المجتمع الدولي. لقد كان من قبيل التمني الاعتقاد بأن الدول الغربية أو الأنظمة العربية الخاضعة ستتحدى الإملاءات الأمريكية. أما بالنسبة لحركات الاحتجاج في الغرب، فقد ظلت خاضعة لهيمنة السياسات الليبرالية، مما ضمن عجزها. وفي جميع أنحاء الشرق الأوسط، كانت هذه الحركات إما برعاية الأنظمة الحاكمة كوسيلة لتفريغ الغضب وتغطية تقاعسها، أو بقيادة إسلاميين تتشابه سياساتهم مع سياسات حماس. في كلتا الحالتين، تم كبح جماح اندفاعات الجماهير. أما الافتراض الثالث، فقد أظهر ثقة عمياء بالنظام الإيراني الإسلامي وحزب الله.

إن اﻟﻧظﺎم اﻟدﯾﻧﻲ ﻓﻲ طﮭران وﻗﺎدة اﻟﺣرﻛﺔ اﻟﺷﯾﻌﯾﺔ ﻓﻲ ﻟﺑﻧﺎن يضعون اﺳﺗﻘرارھم اﻟداﺧﻠﻲ وﻣﺻﺎﻟﺣﮭم اﻟﺿﯾﻘﺔ ﻓوق ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن. هذا ما يكمن وراء مبدأ "الصبر الاستراتيجي": فكرة أن محور المقاومة سيشن حرب استنزاف طويلة الأمد ضد إسرائيل والولايات المتحدة، مما يؤدي إلى استنزاف قوتهما العسكرية تدريجيًا، إلى جانب مناشدات دبلوماسية قائمة على "القانون الدولي" والمبادئ الليبرالية. وﻓﻲ اﻟواﻗﻊ، سياسة "اﻟﺻﺑر اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ" تمنح ﻛل اﻟﻣﺑﺎدرات ﻹﺳراﺋﯾل واﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة، اﻟﻠﺗﯾن ﻛﺎﻧﺗﺎ على أستعداد تام ﻟﻠﺗﺻﻌﯾد اﻟﻣﺳﺗﻣر وﺗوﺟﯾﮫ أﻗﺳﻰ اﻟﺿرﺑﺎت واﻧﺗﮭﺎك ﻛل أﻋراف اﻟﺻراﻋﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ.

وفي غضون ذلك، ظل محور المقاومة، على الرغم من قدراته العسكرية الكبيرة، مشلولًا سياسيًا وفي حالة تراجع مستمر.

لقد أظﮭر اﻻﻓﺗراض اﻟراﺑﻊ ﺳوء ﻓﮭم ﺣرﻛﺔ ﺣﻣﺎس ﻟﻸزﻣﺔ داﺧل إﺳراﺋﯾل. لاشك أن اﻻﻧﻘﺳﺎﻣﺎت ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ ﻋﻣﯾﻘﺔ، ﻟﻛن ﺻدﻣﺔ ﻣﺛل اﻟﺳﺎﺑﻊ ﻣن أﻛﺗوﺑر بمجزرتها اﻟﻌﺷواﺋﯾﺔ ﺿد ﺳﻛﺎن اﻟﻛﯾﺑوﺗﺳﺎت ورواد اﻟﻣﮭرﺟﺎﻧﺎت، ﻟم ﺗﻛن ﻟﺗزﯾد من حدة ھذه اﻻﻧﻘﺳﺎﻣﺎت ﺑل وﻓرت وﺳﯾﻠﺔ لتجسيرها. ﻣﺛل ھذا اﻟﻌﻣل ﺷﺟﻊ اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﺣﺎﻛﻣﺔ وﺟﻣﯾﻊ أﺟﻧﺣﺔ اﻟﺻﮭﯾوﻧﯾﺔ، اﻟﺗﻲ تصور اﻟدوﻟﺔ اﻹﺳراﺋﯾﻠﯾﺔ ﻛﺣﺻن وﺣﯾد ﺿد ﻣﺣرﻗﺔ ﺟدﯾدة. ﻟﮭذا اﻟﺳﺑب، ﻓﺈن اﻟﻔﻛرة اﻟﻣﻧﺗﺷرة ﻓﻲ اﻟﺣرﻛﺔ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ ﺑﺄن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ ﺳﯾﻧﮭﺎر ﻋﻧد أي ﺻدﻣﺔ ﻛﺑﯾرة ھﻲ ﺧﺎطﺋﺔ ومربكة للغاية. ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ذﻟك، ﻛﺎﻧت ﺣرﻛﺔ ﺣﻣﺎس تتوهم أن ﺿﻐوط الصهاينة اﻟﻠﯾﺑراﻟﯾﯾن ﻟﻣواﺻﻠﺔ ﻣﻔﺎوﺿﺎت وﻗف إطﻼق اﻟﻧﺎر ﺳﺗؤدي إﻟﻰ ﺗﻧﺎزﻻت ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﻲ. ﻟﻛن اﻟﻠﯾﺑراﻟﯾﯾن ﻟﯾﺳوا ھم ﻣن ﯾﻣﺳﻛون ﺑزﻣﺎم اﻷﻣور؛ ﺑل ﺣﻛوﻣﺔ ﻧﺗﻧﯾﺎھو اﻟﯾﻣﯾﻧﯾﺔ. وﻗد أوﺿﺢ نتنياهو أن اﻷوﻟوﯾﺔ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ھﻲ ﺗدﻣﯾر ﺣﻣﺎس، وإذا ﻣﺎت اﻟرھﺎﺋن خلال ذلك، ﻛﻣﺎ ﺣدث ﻟﻠﻛﺛﯾرﯾن، ﻓﻠﯾﻛن. ﺑﯾﻧﻣﺎ أﺛﺎرت ھذه اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ الرﻋب في أوساط اﻟﻠﯾﺑراﻟﯾﯾن ﻓﻲ إﺳراﺋﯾل، إﻻ أﻧﮭم ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻌون ﺗﺣدﯾﮭﺎ ﻷﻧﮭم ﯾﺗﺷﺎرﻛون ﻣﻊ ﻧﺗﻧﯾﺎھو ﻓﻲ اﻟﻣﺑدأ اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﺣرب.

ﻟذﻟك، رﻏم أن اﻟﺳﺎﺑﻊ ﻣن أﻛﺗوﺑر وﺟﮫ ﺿرﺑﺎت ﻗوﯾﺔ ﻹﺳراﺋﯾل، إﻻ أن اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻗﺎﻣت ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻛﺎﻧت ﻣﻠﯾﺋﺔ ﺑﻣﺷﺎﻛل ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗؤدي إﻻ إﻟﻰ ﻛﺎرﺛﺔ ﻟﻠﻧﺿﺎل اﻟﺗﺣرري. أن ﺣرﻛﺔ ﺣﻣﺎس تعرف وﺑﺷﻛل ﺟﯾد أن اﻟﺳﺎﺑﻊ ﻣن أﻛﺗوﺑر ﺳﯾؤدي إﻟﻰ ﺣرب ﺟدﯾدة وﻣدﻣرة ﺿد ﻏزة. ويعرفون أيضا أﻧﮭم ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻌون اﻟﻔوز في هذه الحرب. أن اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺗﮭم ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺗﻘدﯾم ﻏزة ﻟﻠذﺑﺢ ﻋﻠﻰ أﻣل أن ﯾدﺧل ﻣﺣور اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺣرب وأن ھذا ﺳﯾﺟﺑر اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟدوﻟﻲ واﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﻋﻠﻰ اﻟﺗدﺧل ﺿد إﺳراﺋﯾل.

ﺑدﻻً ﻣن ذﻟك، اﺳﺗﻐﻠت اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻹﺳراﺋﯾﻠﯾﺔ اﻟﻣﺟزرة اﻟﻌﺷواﺋﯾﺔ ﻟﻠﻣدﻧﯾﯾن ﻟﻠﻣﺿﻲ ﻗدﻣًﺎ ﺑﺷﻛل ﻋﻠﻧﻲ ﻧﺣو اﻹﺑﺎدة الجماعية ﺑدﻋم ﻛﺎﻣل ﻣن اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة. وفي نفس الوقت ﻣﺿت إﯾران وﺣزب ﷲ ﻓﻲ اﻟﻣﻣﺎطﻠﺔ واﻟﺗردد، وھو ﺿﻌف اﺳﺗﻐﻠﺗﮫ إﺳراﺋﯾل ﺑﻔﻌﺎﻟﯾﺔ ﻣدﻣرة. أﻣﺎ بالنسبة للمجتمع اﻟدوﻟﻲ، ﻓﻘد ﺣرﺻت اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﻋﻠﻰ أﻻ ﯾﻔﻌل أﻛﺛر ﻣن إﺻدار ﺑﯾﺎﻧﺎت وﻗرارات ﺑﻼ ﻣﻌﻧﻰ من الأمم المتحدة . واﻵن، ﻣﻊ ﺗراﺟﻊ اﻟﺣرﻛﺔ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻐرب، ﯾﺷن اﻟﺳﯾﺎﺳﯾون اﻟرﺟﻌﯾون ﺣﻣﻠﺔ ﻗﻣﻊ ﺿد اﻟﻧﺷطﺎء ﺑﺷراﺳﺔ. وﻓﻲ اﻟﻧﮭﺎﯾﺔ، ﺛﺑت أن ﺷﻌﺎر اﻟﻣؤﯾدﯾن ﻹﯾران القائل ﺑــ"ﻏﻠﻲ اﻟﺿﻔدع اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ ﺑﺑطء" ﻛﺎن فاشلا ﻣﻘﺎرﻧﺔً ﺑﺎﻟﻣﺛل اﻟﺗﻠﻣودي: "إذا ﺟﺎء أﺣد ﻟﻘﺗﻠك، ﻓﺎﻧﮭض واﻗﺗﻠﮫ أوﻻً."

ﻣﺣور اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ

ﻟم ﺗﺧﺗف ﺣرﻛﺔ ﺣﻣﺎس، وﻟم ﺗﺧرج إﺳراﺋﯾل ﺑﻼ ﺧﺳﺎﺋر. ﻟﻛن ﻣن اﻟواﺿﺢ أن إﺳراﺋﯾل ﺗﻣﻠك اﻟﯾد اﻟﻌﻠﯾﺎ، وأي ﻗدرات ﻻ ﺗزال ﻟدى ﺣﻣﺎس ﻟن ﺗﻛون ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﺗﺣﺳﯾن ﻣﯾزان اﻟﻘوى ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن. وﻗد ﺗﻧﺎزﻟت ﻗﯾﺎدة ﺣﻣﺎس ﻋن اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ ﻏزة، وبدل ذلك، فقط تشير إلى أن "ﺳﻼح اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ ﺧط أﺣﻣر."

وﻓﻲ ﻟﺑﻧﺎن، ﻧﺟﺣت إﺳراﺋﯾل ﻓﻲ ردع ﺣزب ﷲ، وهو كان يشكّل أﺣد أﻛﺑر اﻟﺗﺣدﯾﺎت ﻟﻠﺟﯾش اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ. لقد ﻛﺎن هدف ﺣزب ﷲ المتمثل ﻓﻲ التدخل في اﻟﺣرب هو إﺑﻘﺎء اﻟﺟﺑﮭﺔ اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﯾﺔ ﻧﺷطﺔ طﺎﻟﻣﺎ ظل اﻟﻘﺗﺎل محتدما ﻓﻲ ﻏزة. ﻓﻲ ﺧطﺎﺑﮫ اﻷﺧﯾر، ﻗﺎل زﻋﯾم ﺣزب ﷲ اﻟﺳﯾد ﺣﺳن ﻧﺻر ﷲ إن "جبهةلبنان لن تتوقف قبل وقف العدوان على غزة" وقال للإسرائيليين "لن تستطيعوا أن تعيدوا المستوطنين المحتلين المغتصبين إلى المستعمرات في الشمال وافعلوا ما شئتم." وﺑﻌد أﯾﺎم، ﻛﺎن ﻧﺻر ﷲ ﻣﺳﺗﻌدًا ﻟﺗوﻗﯾﻊ اﺗﻔﺎقية لوقف إطلاق اﻟﻧﺎر. وﺑﻌد ﻓﺗرة وﺟﯾزة، ﻓﻲ يوم ٢٧ ﺳﺑﺗﻣﺑر عام ٢٠٢٤، ﺗم اﻏﺗﯾﺎﻟﮫ. إن هدف ﺣزب الله ﻓﻲ اﻟﺣرب ﻗد ﻓﺷل، وﺗم ﻗطﻊ رأس اﻟﺗﻧظﯾم. ﺑﺎﻟطﺑﻊ، ﻻ ﯾزال ﺣزب ﷲ ﻗﺎﺋﻣﺎ — ﻓﻘد ﻛﺎﻧت ﺟﻧﺎزة ﻧﺻر ﷲ اﻟﺿﺧﻣﺔ ﻋرﺿﺎ هائلا ﻟﻠﻘوة وأﻛﺑر ﺗﺟﻣﻊ ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ ﻟﺑﻧﺎن، وﻣﻊ ذﻟك، ﻻ ﺗزال إﺳراﺋﯾل ﺗﺣﺗل ﺧﻣس ﻧﻘﺎط ﻣراﻗﺑﺔ ﻓﻲ ﻟﺑﻧﺎن وﺗواﺻل ﺿرب أهداف اﻟﺣزب.

إن إﯾران، وهي اﻟﻘوة اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺣور اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ، ﻗد ﺧرﺟت ﻣن هذه اﻟﺣرب ﺑوﺿﻊ ﻣﺣرج. ﯾﻘول اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾون واﻟﻠﺑﻧﺎﻧﯾون ﻋﺎدةً إن إﯾران ﻛﺎن ﯾﺟب أن ﺗﺗدﺧل ﺑﻘوة ﻣﻧذ اﻟﺑداﯾﺔ. وﺑدﻻً ﻣن ذﻟك، أﻣﺿت ﻣﻌظم اﻟﺣرب ﺗﺣﺎول ﺑﻧﺎء ﺿﻐط دﺑﻠوﻣﺎﺳﻲ ﻟوﻗف إطﻼق اﻟﻧﺎر. ﺗدﺧﻠت إﯾران ﻓﻘط ﻋﻧدﻣﺎ اﺿطرت إﻟﻰ ذﻟك ﺗﻣﺎﻣًﺎ، ﺑﻌد ﻋدد ﻻ ﯾﺣﺻﻰ ﻣن اﻻﺳﺗﻔزازات اﻹﺳراﺋﯾﻠﯾﺔ، ﻣن ﻗﺻف ﻗﻧﺻﻠﯾﺗﮭﺎ ﻓﻲ ﺳورﯾﺎ إﻟﻰ اﻏﺗﯾﺎل ﻣﻌظم ﻗﯾﺎدة ﺣزب ﷲ. لقد أظﮭرت ھﺟﻣﺎت إﯾران ﻋﻠﻰ إﺳراﺋﯾل ﻗدراﺗﮭﺎ اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ، وﺧﺎﺻﺔ اﻟﮭﺟوم اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻲ أﻛﺗوﺑر عام ٢٠٢٤ اﻟذي ﺷﻣل ١٨٠ ﺻﺎروﺧًﺎ ﺑﺎﻟﯾﺳﺗﯾًﺎ وﺗم دون ﺳﺎﺑق إﻧذار. لقد اﺧﺗرﻗت ﻋدة ﺻوارﯾﺦ ﻣن اﻟﺟﯾل اﻟﺟدﯾد أﻧظﻣﺔ اﻟدﻓﺎع اﻟﺟوي اﻹﺳراﺋﯾﻠﯾﺔ وﺿرﺑت اﻟﻘواﻋد اﻹﺳراﺋﯾﻠﯾﺔ ﺑدﻗﺔ، ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﻛﺑﺢ ﺟﻣﺎح ﺑﻌض اﻟﻣطﺎﻟﺑﯾن ﺑﺎﻟﺣرب ﻣﻊ إﯾران ﻓﻲ إﺳراﺋﯾل.

ﻟﻘد أﻛد اﻟﮭﺟوم اﻟﺻﺎروﺧﻲ اﻹﯾراﻧﻲ أن ﻣﺷﻛﻠتها اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺻراع ﻟم ﺗﻛن ﻋﺳﻛرﯾﺔ ﺑل ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ، فالنظام الإسلامي، في ظل خوفه الدائم من الجماهير الإيرانية وغرقه في أزمة اقتصادية، لا يزال يسعى إلى تسوية مع الولايات المتحدة، وهو ما يسعى إليه آية ﷲ خامنئي تحت غطاء التيار الإصلاحي. إن هذا اﻟوﺿﻊ هو ﻣﺻدر ﺗردد النظام اﻟداﺋم وتقاعسه طوال فترة الإبادة الجماعية. وبعد ﺗﺑﺎدل أطلاق اﻟﺻوارﯾﺦ، ﻋﺎدت اﻟﻣﺑﺎدرة ﻣﺑﺎﺷرة إﻟﻰ إﺳراﺋﯾل، اﻟﺗﻲ واﺻﻠت ﻣﺟﺎزرھﺎ ﺿد اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن وﻣﻘﺎﺗﻠﻲ ﺣﻣﺎس وﺣزب ﷲ وغيرهم.

علاوة على ذلك كان سقوط نظام الأسد الدكتاتوري المكروه في سوريا ضربةً موجعةً أخرى لحزب الله وإيران، إذ كان يضمن لهما طرق إمدادهما بالأسلحة، (انظر إلى "فقط مناهضة الإمبريالية يمكن أن توحد شعوب سوريا"، Workers’ Hammer رقم ٢٥٥، ﺷﺗﺎء ٢٠٢٥.) لقد كانت الحكومة السورية الجديدة واضحةً منذ البداية في معارضتها "للمشروع الإيراني"، وفي دأبها على التودد للإمبريالية الغربية، حتى بعد اجتياح إسرائيل لجنوب سوريا واستيلائها على أعلى نقطة في البلاد.

وﻣﻊ ذﻟك، ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗﻐﯾر ﻣوﻗف اﻟﻧظﺎم اﻟﺟدﯾد، فقد أدلت إسرائيل بعدد من التصريحات التي تُعلن فيها رغبتها في جعل المنطقة الواقعة جنوب دمشق "منزوعة السلاح"، وتزعم استعدادها للاجتياح دفاعًا عن الأقلية الدرزية في دمشق. وﻣﻊ ﺗﺻﺎﻋد هذه اﻟﺗﮭدﯾدات، ﻗد ﯾواﺟﮫ اﻟﻧظﺎم اﻟﺟدﯾد ﺿﻐوطًﺎ ﻟﻠرد، رﻏم أن ھذا ﺳﯾﻛون ﺿﻌﯾﻔًﺎ ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ ﻧظرًا ﻟﻼﻧﻘﺳﺎﻣﺎت ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ اﻟﺟدﯾدة. ﻓﻲ مطلع أﺑرﯾل، أﺻدر اﻟﻧظﺎم ﺑﯾﺎﻧﺎت ﺗﮭﺎﺟم الوجود اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ، واﺷﺗﺑﻛت ﻣﯾﻠﯾﺷﯾﺎت ﻣﺣﻠﯾﺔ، )ﻻ ﺗﻧﺗﻣﻲ إﻟﻰ ﻣﯾﻠﯾﺷﯾﺎت ھﯾﺋﺔ ﺗﺣرﯾر اﻟﺷﺎم اﻟﺗﻲ اﺳﺗوﻟت ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺔ ﻓﻲ دﻣﺷق( ، ﻣﻊ ﻗوات اﻻﺣﺗﻼل اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ ﻓﻲ ﻣﺣﺎﻓظﺔ درﻋﺎ ﻓﻲ اﻟﺟﻧوب. ويبقى أن نرى ألى أي مدى ستذهب أسرائيل في توسعها، وﻟﻛن ﻓﻲ أي ﺣﺎل، ﻻ ﺗﺷﻛل اﻟﻣﯾﻠﯾﺷﯾﺎت اﻟﺳورﯾﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﺗﮭدﯾدًا جديا.

وﻓﻲ غضون ذلك تعمل إسرائيل على إذكاء نيران الفتنة الطائفية في سوريا، في محاولة للوصول إلى الأقليات العلوية والمسيحية والدرزية التي كانت تشكل أعمدة نظام الأسد، كما أن ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﻘﺗل اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ اﻷﺧﯾرة ﻟﻠﻌﻠوﯾﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﺳﺎﺣل تقف في طريق أي اﺣﺗﻣﺎل ﻟﻠوﺣدة اﻟﺳورﯾﺔ ﺗﺣت اﻟﻧظﺎم اﻟﺟدﯾد. ﻗﺑل اﻹطﺎﺣﺔ ﺑﺎﻷﺳد، ﺑدا أن اﻟﺳﺎﺑﻊ ﻣن أﻛﺗوﺑر ﻗد وﺣّد السنة والشيعة ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ ﺿد العدوان الإسرائيلي، وﻟﻛن ﺳﻘوط الأسد ﻛﺷف ھذه اﻟواﺟﮭﺔ: فعادت اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟطﺎﺋﻔﯾﺔ اﻟﺳﻧﯾﺔ ﻟﻠظﮭور ﻓﻲ ﻟﺑﻧﺎن، وينقسم المحور وﺣﻣﺎس ﺣول ﺳورﯾﺎ، وﯾﺷﺗﺑك ﻧظﺎم اﻟﺷرع السوري ﻣﻊ ﺣزب ﷲ واﻟﻣﺣور.

اﻟﺣوﺛﯾون هم اﻟﻘوة اﻟوﺣﯾدة ﻓﻲ ﻣﺣور اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺗﻲ تعززت ﺳﻠطﺗﮭا، ﻓرﻏم اﻟﻘﺻف اﻟﻣﺳﺗﻣر ﻣن اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة وﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ وإﺳراﺋﯾل، ﺗﻣﻛﻧوا ﺑﺎﺳﺗﻣرار ﻣن ﺗﻌطﯾل اﻟﺗﺟﺎرة ﻓﻲ اﻟﺑﺣر اﻷﺣﻣر وﺣﺗﻰ ﻣﮭﺎﺟﻣﺔ إﺳراﺋﯾل ﻣﺑﺎﺷرة. ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﺳﻌﻰ ﺗراﻣب ﻟﻘﺻﻔﮭم ﻹﺧﺿﺎﻋﮭم ﻣرة أﺧرى، ﻻ ﺗوﺟد ﻣؤﺷرات ﻋﻠﻰ أن هذا ﺳﯾﻛون أﻛﺛر ﻧﺟﺎﺣًﺎ ﻣن ﺣﻣﻠﺔ ﺑﺎﯾدن اﻟﻔﺎﺷﻠﺔ. وﻣﻊ ذﻟك، أﺻﺑﺢ اﻟﺣوﺛﯾون اﻵن أﻛﺛر ﻋزﻟة حيث ﻻ ﺗﺑﺷر اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻹﯾراﻧﯾﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﺑﺧﯾر ﻟﮭم.

إﺳراﺋﯾل

اﻟوﺿﻊ اﻟداﺧﻠﻲ ﻓﻲ إﺳراﺋﯾل ﻣﻌﻘد. اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﺣﺎﻛﻣﺔ ﻟﯾﺳت ﻗوة ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ، وﻣﻧذ أزﻣﺔ اﻟﺳوﯾس عام ١٩٥٦ وﺧﺎﺻﺔ ﺣرب ١٩٦٧، ارتبطت ﺑﺎﻹﻣﺑرﯾﺎﻟﯾﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ. ﻣﺎ ھو اﻟﺣﺎﺳم ﻓﻲ إﺳراﺋﯾل ھو اﻟرﯾﺎح اﻟﺗﻲ ﺗﮭب ﻣن اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة. إن أهمية إﺳراﺋﯾل اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ لاﺗﻛﻣن ﻗط ﻓﻲ ﻣواردھﺎ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ أو ﺻﻧﺎﻋﺎﺗﮭﺎ، ﺑل ﻓﻲ ﻓﺎﺋدﺗﮭﺎ ﻛﻣوﻗﻊ ﻋﺳﻛري أمامي ﯾﺧدم ﺿﻣﺎن اﻟﺗﻘﺳﯾم واﻻﺳﺗﻐﻼل اﻹﻣﺑرﯾﺎﻟﻲ ﻟﻠﺷرق اﻷوﺳط ﻛﻠﮫ، وﺗوﻓر اﻟﺻﮭﯾوﻧﯾﺔ اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﻔوﻗﯾﺔ ﻟﺗﺑرﯾر ھذا اﻟدور

ﻋﻠﻰ ﻣدى ﺳﻧوات، دار ﺻراع ﺑﯾن أﺟﻧﺣﺔ اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﺣﺎﻛﻣﺔ اﻹﺳراﺋﯾﻠﯾﺔ ﺑﯾن الصهاينة اﻟﻠﯾﺑراﻟﯾﯾن اﻟﻣرﺗﺑطﯾن ﺑﺎﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ اﻷﻣﻧﯾﺔ وﺷرﻛﺎت اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻛﺑرى، والصهاينة اﻟﯾﻣﯾﻧﯾﯾن ﺑﻘﯾﺎدة ﻧﺗﻧﯾﺎھو اﻟﻣدﻋوﻣﯾن بمنظمات اﻟﻣﺳﺗوطﻧﯾن ﻓﻲ اﻟﺿﻔﺔ اﻟﻐرﺑﯾﺔ. لقد أدى اﻟﺳﺎﺑﻊ ﻣن أﻛﺗوﺑر وﻗﻔﺎ ﻣؤﻗﺗﺎ ﻟﻠﻣظﺎھرات اﻟﺟﻣﺎھﯾرﯾﺔ اﻟﻣﺗﻧﺎﻓﺳﺔ ﺑﯾن ھذه اﻷﺟﻧﺣﺔ، وﻟﻛن ﻋبء اﻟﺣرب، وﺗﻔﺎﻗم اﻷزﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ، وإﻋﺎدة اﻧﺗﺧﺎب ﺗراﻣب، وﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻧﺗﻧﯾﺎھو اﻟﺟدﯾدة ﻹﻋﺎدة ھﯾﻛﻠﺔ اﻟﻘﺿﺎء واﻷﺟﮭزة اﻷﻣﻧﯾﺔ، أﻋﺎدت اﻻﺳﺗﻘطﺎب إﻟﻰ اﻟﻌﻠن واﻟﻣظﺎھرات اﻟﻣﻧﺗظﻣﺔ اﻟﻣؤﯾدة ﻟﺻﻔﻘﺔ ﺗﺑﺎدل اﻷﺳرى، وﺗظﺎھرات اﻟﯾﻣﯾن اﻟﻣﺗطرف ﺷﺑﮫ اﻟﻣﻧﺗظﻣﺔ اﻟﻣؤﯾدة ﻟﻣواﺻﻠﺔ اﻹﺑﺎدة، ھﻲ أﺣد ﻣظﺎھر ذﻟك، واﻟﻣظﺎھرات اﻷﺧﯾرة ﺿد إﻗﺎﻟﺔ ﻧﺗﻧﯾﺎھو ﻟرﺋﯾس اﻟﺷﺎﺑﺎك روﻧﺎن ﺑﺎر ھﻲ ﻣظﮭر آﺧر.

لقد ﻗدم ﻧﺗﻧﯾﺎھو ﻧﻔﺳﮫ ﻛﻣداﻓﻊ ﻋن اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﺿد "اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﻣﯾﻘﺔ"، ﻣﺣﺎرﺑًﺎ اﻟﻘﺿﺎء واﻷﺟﮭزة اﻷﻣﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗزال يهيمن ﻋﻠﯾﮭﺎ الصهاينة اﻟﻠﯾﺑراﻟﯾون و اﻷﺷﻛﻧﺎز (اﻟﯾﮭود ﻣن أﺻل أوروﺑﻲ.) ﻟﻘد نجح ﻧﺗﻧﯾﺎھو في استغلال غضب اﻟﻣزراﺣﯾم) اﻟﯾﮭود ﻣن أﺻول ﺷرق أوﺳطﯾﺔ وﺷﻣﺎل أﻓرﯾﻘﯾﺔ،) اﻟذﯾن ﯾﺷﻛﻠون ﻧﺣو ﻧﺻف اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ، واﻟذﯾن تعني لهم اﻟﺻﮭﯾوﻧﯾﺔ اﻟﻠﯾﺑراﻟﯾﺔ واﻟﺳﯾطرة اﻷﺷﻛﻧﺎزﯾﺔ اﻻﺣﺗﻘﺎر واﻟﺗﻣﯾﯾز ﻓﻲ اﻟﺳﻛن واﻟﻌﻣل، مما يفسّر ﺳﺑب ﺗﺣول اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣزراﺣﯾم إﻟﻰ ﻣﺳﺗوطﻧﯾن ﻓﻲ اﻟﺿﻔﺔ اﻟﻐرﺑﯾﺔ. وﺑﯾﻧﻣﺎ دُفع اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ بأكمله إﻟﻰ حالة من الهوس الأبادي ﺑﻌد اﻟﺳﺎﺑﻊ ﻣن أﻛﺗوﺑر، ﻓﺈن اﻟﻐﺿب ﺿد اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻠﯾﺑراﻟﯾﺔ ﺟﻌله ﻣن اﻟﺳﮭل ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻛوﻣﺔ أن ﺗﺟﺎدل ﺑﺄن اﻟﺣل اﻟوﺣﯾد "ﻟﻠﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ" ھو اﻟﺣل اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ

ﻟﻘد دﻋم الصهاينة اﻟﻠﯾﺑراﻟﯾون داﺋﻣًﺎ اﻟﺗطﮭﯾر اﻟﻌرﻗﻲ ﻟﻠﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن وأھداف "أرض إﺳراﺋﯾل"، ﻟﻛﻧﮭم ﺳﻌوا إﻟﻰ ﻓﻌل ذﻟك ﺗﺣت ﻏطﺎء دﯾﻣﻘراطﻲ (ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﻟﻠﯾﮭود داﺧل اﻟﺧط اﻷﺧﺿر.) ﻟﻛن ﻣﻧذ اﻟﺳﺎﺑﻊ ﻣن أﻛﺗوﺑر، فقدت مهزلة إسرائيل باعتبارها "الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط" مصداقيتها دوليًا بشكل كامل، وﯾراھن ﺟﻧﺎح ﻧﺗﻧﯾﺎھو ﻋﻠﻰ أﻧﮭم ﻻ ﯾﺣﺗﺎﺟون إﻟﻰ اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ھذه اﻟﻣﮭزﻟﺔ ﺑﻌد اﻵن، ﺣﺗﻰ ﻟﻠﯾﮭود، حيث يسعون ﻧﺣو ﺗرﺳﯾﺦ ﻧظﺎم دﯾﻧﻲ ﻋﺳﻛري ﺑوﻧﺎﺑرﺗﻲ. لقد ﻧﺟﺢ ﻧﺗﻧﯾﺎھو ﻓﻲ إﻋﺎدة ﺗﻧظﯾم اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻹﺳراﺋﯾﻠﯾﺔ، ﺣﯾث اﻧﮭﺎر اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻟﻠﺻﮭﯾوﻧﯾﺔ اﻟﻠﯾﺑراﻟﯾﺔ، وﺣﻘق ذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﻻﺳﺗﯾﻼء ﻋﻠﻰ اﻷراﺿﻲ واﻟﺗطﮭﯾر اﻟﻌرﻗﻲ واﻟﺿرﺑﺎت اﻟﻣوﺟﮭﺔ ﻟﻣﺣور اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ. وﻟذﻟك، ﺣﺗﻰ إذا ﻋﺎد اﻟﻠﯾﺑراﻟﯾون إﻟﻰ اﻟﺳﻠطﺔ، ﻓﺳﯾﻛون ذﻟك ﻓﻲ ﺳﯾﺎق ﺳﯾﺎﺳﻲ متغير، وﺳﺗﺗم ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ أﺟﻧدة ﻧﺗﻧﯾﺎھو، ﻟﻛن ﺑﺗﻐﻠﯾف ﻣﺧﺗﻠف.

أﻣﺎ ﻟﺑﯾروﻗراطﯾﺔ اﺗﺣﺎد اﻟﻧﻘﺎﺑﺎت اﻟﻌﻣﺎﻟﯾﺔ "اﻟﮭﺳﺗردوت" ﻓﮭﻲ ﺗﺑﻘﻰ بشكل كامل ﻓﻲ ﻣﻌﺳﻛر اﻟﺑرﺟوازﯾﺔ اﻟﻠﯾﺑراﻟﯾﺔ اﻹﺳراﺋﯾﻠﯾﺔ، ﺣﯾث ﯾﻠﺗزم ﻗﺎدﺗﮭﺎ ﺑﺎﻹﺑﺎدة اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ. ففي ﺑداﯾﺔ اﻟﺣرب، وﻗّﻊ رﺋﯾس اﻟﮭﺳﺗدروت أرﻧون ﺑﺎر-دﯾﻔﯾد ﺑﻔﺧر على قنبلة باسم النقابة ﻹﺳﻘﺎطﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻏزة. وفي السنوات القليلة الماضية، في كل مرة أعلن فيها الهستدروت عن إضراب عام، حظيت هذه الإضرابات بدعم قطاعات من الطبقة الحاكمة. ومع ذلك، فإن حركة الإضراب متناقضة: ففي حين أن وعي العمال لا يزال صهيونيًا ليبراليًا وشوفينيًا ومعاديًا للتحرر الفلسطيني، إلا أنه يعكس أيضًا الغضب من مواصلة الحرب، ويجب على الشيوعيين أن يتدخلوا في هذه الإضرابات لإظهار أن الشوفينية القومية هي طريق مسدود في دفع النضال من أجل تحرير الرهائن وإسقاط الحكومة وتحسين الظروف المعيشية، وأن أكبر حلفاء العمال في هذا النضال هم الجماهير الفلسطينية والعربية التي تقاتل الإمبريالية الأمريكية والحكام الصهاينة.

اﻟﯾﺳﺎر ﻓﻲ إﺳراﺋﯾل

ﻣﺎ ﯾزال اﻟﯾﺳﺎر ﻓﻲ إﺳراﺋﯾل ﺻﻐﯾرًا ﺑﺷﻛل ﻣﺣزن وﻏﺎرﻗًﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺻﻔوﯾﺔ اﻟﻠﯾﺑراﻟﯾﺔ. أن أﺑرز قوى البسار هي "اﻟﺣزب اﻟﺷﯾوﻋﻲ اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ" وﺣرﻛﺔ "ﻧﻘف ﻣﻌﺎ” اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛﻠت ﻣؤﺧرًا حيث أن اﻟﻌدﯾد ﻣن ﻗﺎدﺗﮭﺎ هم أﻋﺿﺎء ﺳﺎﺑﻘﯾن في اﻟﺣزب اﻟﺷﯾوﻋﻲ. ﻟﻛل ﻣﻧﮭﻣﺎ أﯾﺿًﺎ ﻋﺿوﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠطﺔ ﻣن اﻟﻌرب واﻟﯾﮭود، واﻟﺣزب اﻟﺷﯾوﻋﻲ ﻟﮫ أﻏﻠﺑﯾﺔ ﻋرﺑﯾﺔ. ﻟدى ﻛﻠﺗﺎ اﻟﻣﺟﻣوﻋﺗﯾن ﺗﻘﻠﯾد ﻣﺗرﺳﺦ ﻣن اﻟﺗﻌﺎون اﻟطﺑﻘﻲ واﻻﺳﺗﺳﻼم ﻟﻠﺻﮭﯾوﻧﯾﺔ اﻟﻠﯾﺑراﻟﯾﺔ، ﺣﯾث ﯾروﺟﺎن لمهزلة أن اﻟﻣﺳﺎواة ﻟﻠﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن ﯾﻣﻛن ﺗﺣﻘﯾﻘﮭﺎ ﻋﺑر ﺣل اﻟدوﻟﺗﯾن. ﺣﺗﻰ أن اﻟﺣزب اﻟﺷﯾوﻋﻲ ﯾﺳﺗﺳﻠم ﻟﻠﻘوى اﻟﺻﮭﯾوﻧﯾﺔ اﻟوﺳطﯾﺔ اﻟﺑورﺟوازﯾﺔ، ﻛﻣﺎ رأﯾﻧﺎ ﻋﻧدﻣﺎ أﯾدت ﻛﺗﻠﺗﮫ اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ﺑﯾﻧﻲ ﻏﺎﻧﺗس رﺋﯾﺳًﺎ ﻟﻠوزراء ﻓﻲ عام ٢٠١٩.

ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى، ﺗﺣﺎول ﺣرﻛﺔ "ﻧﻘف ﻣﻌًﺎ" ﺑﻧﺎء ﺣرﻛﺔ ﺷﻌﺑوﯾﺔ ﯾﺳﺎرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻏرار اﻟﺗﺷﻛﯾﻼت اﻟﯾﺳﺎرﯾﺔ ﻓﻲ أوروﺑﺎ ﺑﻌد عام ٢٠٠٨، ﺑﺳﯾﺎﺳﺎت ﻟﯾﺑراﻟﯾﺔ وأﺧﻼﻗوﯾﺔ ﺑﺣﺗﺔ ﺗﮭدف إﻟﻰ ﺟﻌل اﻟﻘﺿﯾﺔ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ ﻣﻘﺑوﻟﺔ ﻟﻠﺻﮭﺎﯾﻧﺔ. فعلى ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل، ساووا بشكل بشع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار ونتنياهو على اعتبارهما "سياسيين ساخرين لا يكترثون بحياة البشر وﻣﻊ ذﻟك، رﻏم ﺗﺎرﯾﺧﮭﻣﺎ اﻻﺳﺗﺳﻼمي، ﻏﺎﻟﺑًﺎ ﻣﺎ ﺗﻛون ھﺎﺗﺎن اﻟﻣﺟﻣوﻋﺗﺎن، وﺧﺎﺻﺔ اﻟﺣزب اﻟﺷﯾوﻋﻲ، أول ﻣن ﯾﻠﺟﺄ إﻟﯾﮫ اﻟﺷﺑﺎب اﻟﻌرﺑﻲ وﻣﻧﺎھﺿو اﻟﺻﮭﯾوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻧﺿﺎل، وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻣﻌﺎت. ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎرﻛﺳﯾﯾن اﻟﺗدﺧل في هذه المنظمات ﻣن أﺟل ﻛﺳب أﻓﺿل ﻋﻧﺎﺻرھﻣﺎ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ ضرورة القطيعة ﻣن اﻟﺻﮭﯾوﻧﯾﺔ واﻹﻣﺑرﯾﺎﻟﯾﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ واﻹﺻرار ﻋﻠﻰ واﺟب ﻣﻧﺎﺻرة ﻗﺿﯾﺔ اﻟﺗﺣرر اﻟوطﻧﻲ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﻲ ﻛﺟزء أﺳﺎﺳﻲ ﻣن ﺗﺣرﯾر اﻟﻌﻣﺎل اﻹﺳراﺋﯾﻠﯾﯾن.

إن طﻠﯾﻌﺔ اﻟﻣﺎرﻛﺳﯾﺔ اﻟوﺳطﯾﺔ ﻓﻲ إﺳراﺋﯾل/ﻓﻠﺳطﯾن ھﻲ "ﺣرﻛﺔ اﻟﻧﺿﺎل اﻻﺷﺗراﻛﻲ" اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ "ﻟﻠﺑدﯾل اﻻﺷﺗراﻛﻲ اﻟدوﻟﻲ" .(ISA) رﻏم أن ﺣرﻛﺔ اﻟﻧﺿﺎل اﻻﺷﺗراﻛﻲ، ﻧظرﯾًﺎ، ﺗﻌﺎرض "اﺳﺗﺳﻼم ﺣرﻛﺔ "ﻧﻘف ﻣﻌًﺎ" ﻟﺿﻐوط اﻟﺷوﻓﯾﻧﯾﺔ/اﻟﻘوﻣﯾﺔ اﻹﺳراﺋﯾﻠﯾﺔ"، إﻻ أن ﺑرﻧﺎﻣﺟﮭﺎ ﻧﻔﺳﮫ ﯾﺳﺗﺳﻠم ﻟﻠﺻﮭﯾوﻧﯾﺔ اﻟﻠﯾﺑراﻟﯾﺔ، ﻓﻣطﺎﻟب ﺣرﻛﺔ اﻟﻧﺿﺎل اﻹﺷﺗراﻛﻲ ﺗﺷﺑﮫ ﺷﻌﺎرات "ﻧﻘف ﻣﻌﺎ” اﻟﻠﯾﺑراﻟﯾﺔ ، ﻣﺛل "أوﻗﻔوا اﻟﺣرب" و"اﻟﻛل ﻣﻘﺎﺑل اﻟﻛل" و"العيش بكرامة". ﯾﻘوﻟون ﻛل ھذا دون اﻟوﻗوف ﻣﺑﺎﺷرة ﻣﻊ ﻧﺿﺎل اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ، ﻛﻣﺎ أنهم ﯾﺳﺗﺳﻠﻣون ﺗﻣﺎﻣًﺎ ﻟﺑﯾروﻗراطﯾﺔ اﻟﮭﺳﺗدروت اﻟﻔﺎﺳدة. ﻓﺧﻼل اﻹﺿراب اﻟﻌﺎم اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ في سنة ٢٠٢٤، ﻛﺎن انقادهم اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻠﺑﯾروﻗراطﯾﯾن الصهاينة اﻟﻣؤﯾدﯾن ﻟﻠرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ھو أﻧﮭم ﻛﺎن ﯾﺟب أن ﯾﻧظﻣوا إﺿراﺑًﺎ ﻓﻲ وﻗت أﺑﻛر، وأن ﯾﺣوﻟوا اﻹﺿراب ﻟﯾوم واﺣد (اﻟذي دﻋﻣﮫ ﺟﻧﺎح ﻣن اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﺣﺎﻛﻣﺔ) إﻟﻰ إﺿراب ﻟﻣدة ٢٤ ﺳﺎﻋﺔ. ﻣﻊ ذﻟك، ﻓﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺷﯾوﻋﯾﯾن اﻟﺳﻌﻲ ﻟﻠﻌﻣل اﻟﻣﺷﺗرك ﻣﻊ ﺣرﻛﺔ اﻟﻧﺿﺎل اﻹﺷﺗراﻛﻲ ﻟﻛﻲ ﯾﻔﺿﺣوا ﺗﻧﺎزﻻﺗﮭم ﻟﻠﺻﮭﯾوﻧﯾﺔ واﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻠﯾﺑراﻟﻲ ﻟﺗدﺧﻼﺗﮭم.

ﺗﻣﺛل "اﻟراﺑطﺔ اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ اﻷﻣﻣﯾﺔ" وهي اﻟﻔرع اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ/اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﻲ اﻟﻣﺣﺗل ﻟﻠﺗﯾﺎر "اﻟﺷﯾوﻋﻲ اﻟﺛوري اﻷﻣﻣﻲ"، ﺗوﺟﮭﺎ آﺧر، ﻓﯾدﻋم اﻟﺗﯾﺎر اﻟﺷﯾوﻋﻲ اﻟﺛوري اﻷﻣﻣﻲ اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ وﯾدﻋو ﻟﺗدﻣﯾر اﻟدوﻟﺔ اﻹﺳراﺋﯾﻠﯾﺔ ﻋﺑر ﺛورة ﻋرﺑﯾﺔ ﯾﻘودھﺎ ﺣزب ﻋﻣﺎﻟﻲ، ﻟﻛن ﺗدﺧﻼﺗﮫ ﻏﺎﻟﺑًﺎ ﻣﺎ ﺗﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ إداﻧﺔ ﺟراﺋم إﺳراﺋﯾل وإﻋﻼن اﻟدﻋم اﻟﻌﺳﻛري ﻟﻠﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ. وﻛﻣﺎ ﯾﺗﺻرف اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﯾﺳﺎرﯾﯾن، ﻻ ﯾﻘدم اﻟﺗﯾﺎر اﻟﺷﯾوﻋﻲ اﻟﺛوري اﻷﻣﻣﻲ أﺑدًا اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻣﺎرﻛﺳﯾﺔ ﺑدﯾﻠﺔ ﻟﻠﻧﺿﺎل ﻟﺗﻌزﯾز ﺗﺣرﯾر اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن ﻣﻘﺎﺑل اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﻘوﻣﯾﯾن واﻻﺳﻼﻣﯾﯾن. واﻟﺟﺎﻧب اﻵﺧر ﻣن ھذه اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت ھو اﻟﺗﺧﻠﻲ ﻋن أي ﻣﻧظور ﻟﺗﻘﺳﯾم اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ ﻋﻠﻰ أﺳس طﺑﻘﯾﺔ. وﺑﮭذا اﻟﻧﮭﺞ، ﯾﺣول اﻟﺗﯾﺎر اﻟﺷﯾوﻋﻲ اﻟﺛوري اﻷﻣﻣﻲ دور اﻟطﻠﯾﻌﺔ اﻟﺷﯾوﻋﯾﺔ إﻟﻰ ﻣﻌﺳﻛري اﻟﻘوﻣﯾﯾن واﻻﺳﻼﻣﯾﯾن، ﻣﺣوﻻً اﻟﺛورﯾﯾن إﻟﻰ ﻣﺟرد ﻣﺷﺟﻌﯾن ﻟﻘوى ﻏﯾر ﺷﯾوﻋﯾﺔ (إﻗرأ "ﻣﻧﺎﻗﺷﺎت ﻣﻊ اﻟﺗﯾﺎر اﻟﺷﯾوﻋﻲ اﻟﺛوري اﻷﻣﻣﻲ ﺣول إﺳراﺋﯾل/ﻓﻠﺳطﯾن"، Spartacist Letters رقم 1.، ﻧوﻓﻣﺑر ٢٠٢٤)

وأﺧﯾرًا، ﺑﯾن اﻟﯾﺳﺎرﯾﯾن اﻟذﯾن ﯾﻌﺑرون ﻋن أﻓﻛﺎرھم اﻟﻠﯾﺑراﻟﯾﺔ واﻷﺧﻼﻗوﯾﺔ ﺑﺎﻟﻌﻠن، ﻓﻧﺟد ظﺎھرة اﻟرﻓﺎﺿﯾن ﻟﻠﺧدﻣﺔ اﻟﻌﺳكرﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﺳس ﺿﻣﯾرﯾﺔ ، وھم اﻟذﯾن ﯾﺣﺎوﻟون إﻗﻧﺎع اﻟﺷﺑﺎب اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ ﺑﺎﻟﻌﻣل ﻣﺛﻠﮭم. ﻣﺎ ﯾﻌﻧﯾﮫ ھذا ﻋﻣﻠﯾًﺎ ھو اﻟﺗﺿﺣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻛﻔﺎح ﻹﺿﻌﺎف ﺟﯾش اﻟدﻓﺎع اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ ﻣن اﻟداﺧل ﻋﺑر اﻟﺻراع اﻟطﺑﻘﻲ. رﻏم اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺻﻐﯾر واﻟﮭﺎﻣﺷﻲ ﻟﮭذه اﻟﻘوى، ﻻ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﺗﺟﺎھﻠﮭﺎ، ﻓﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺷﯾوﻋﯾﯾن اﻟدﻓﺎع ﻋﻧﮭم ﺿد اﻟﻘﻣﻊ ﻣﻊ ﺗﻘدﯾم اﻟﺣﺟﺔ ﺑﺄن اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟوﺣﯾدة ﻟﺗدﻣﯾر آﻟﺔ اﻟﺣرب اﻟﺻﮭﯾوﻧﯾﺔ ھﻲ ﺑﺗﻘﺳﯾم اﻟﺟﯾش ﻋﻠﻰ أﺳس طﺑﻘﯾﺔ وﺗﺷﻛﯾل ﺗﺣﺎﻟف ﻣﻊ اﻟﻛﺎدﺣﯾن ﻓﻲ ﻛل اﻹﻗﻠﯾم.

اﻟﺗوﻗﻌﺎت

ﻣن اﻟواﺿﺢ أن ﻣﯾزان اﻟﻘوى ﺗﺣول ﻟﺻﺎﻟﺢ إﺳراﺋﯾل، ﻓﻘد ﺗﻠﻘﻰ ﻣﺣور اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ ﺿرﺑﺎت ﻗوﯾﺔ، وﺗم ﺳﺣق ﺣرﻛﺔ اﻟﺗﺿﺎﻣن اﻟدوﻟﯾﺔ ﻣﻊ ﻓﻠﺳطﯾن ﻣن ﻗﺑل ﺣﻛوﻣﺎت ﻏرﺑﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺑﻘﯾﺎدة ﺗراﻣب. ﻻ ﯾوﺟد ﻗوة ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ردع إﺳراﺋﯾل، وﻟذﻟك ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ أن ﻧﺗوﻗﻊ ﻓﺗرة طوﯾﻠﺔ ﻣن اﻟﻌدوان اﻟﻣﺳﺗﻣر ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻻت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ، ﻣن ﻏزة واﻟﺿﻔﺔ اﻟﻐرﺑﯾﺔ إﻟﻰ ﻟﺑﻧﺎن وﺳورﯾﺎ. وﺳﯾؤدي ھذا إﻟﻰ ﺗﮭﯾﺋﺔ اﻷرض ﻻﻧﻔﺟﺎر ﺷﻌﺑﻲ، رﻏم أﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻧﺑؤ ﺑﻣوﻋده. ﺣﺗﻰ ذﻟك اﻟﺣﯾن، ﺗﺗﺟﮫ اﻟﻘوى اﻟﺑرﺟوازﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺷرق اﻷوﺳط ﻧﺣو ﺗﻘﺑل ھذا اﻟوﺿﻊ اﻟطﺑﯾﻌﻲ اﻟﺟدﯾد: إﯾران ﺗﺗﻔﺎوض ﻣﻊ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة، وﺗﺣﺎول اﻹﻣﺎرات ﺗﻌزﯾز ﻧﻔوذھﺎ ﺑﻌد اﻧﺗﻛﺎﺳﺎت ﺣﻣﺎس، وﻣﺻر ﺗواﺻل إﻏﻼق ﺣدودھﺎ ﻣﻊ ﻏزة، وﻟﺑﻧﺎن وﺳورﯾﺎ ﯾﺗﺧﻠﯾﺎن ﻋن اﻟدﻓﺎع ﺿد اﻟﮭﺟﻣﺎت اﻹﺳراﺋﯾﻠﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻣرة.

إن اﺗﻔﺎقية اﻟﮭدﻧﺔ ﺗﺑﯾن أﻧها ﻣﺟرد ﺣﺑر ﻋﻠﻰ ورق، وﻻ ﺷﻲء ﯾﻣﻧﻊ ﻧﺗﻧﯾﺎھو ﻣن ﺗﻧﻔﯾذ "ﺧطﺔ ﺗراﻣب" ﻟﻠﺗطﮭﯾر اﻟﻌرﻗﻲ ﻓﻲ ﻏزة. رﻏم اﺳﺗﺋﻧﺎف إﺳراﺋﯾل ﻟﺣﻣﻠﺗﮭﺎ اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ، ﻓﺈن ﺗراﻣب وﻣﺑﻌوﺛﮫ ﺳﺗﯾف وﯾﺗﻛوف أﺷﺎرا إﻟﻰ اﺗﻔﺎق ﺟدﯾد ﻟوﻗف إطﻼق اﻟﻧﺎر، وﻣن اﻟﻣﺣﺗﻣل أﻧﮫ إذا ﺗﺣﻘق أي "ھدوء ﻣﺳﺗدام " ﻓﻲ ﻏزة، ﻓﺳﺗﺣﺎول اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻹﺳراﺋﯾﻠﯾﺔ ﺗﻘﻠﯾل ﻋدد اﻟﺳﻛﺎن ﻋﺑر ﺗﻘدﯾم "ھﺟرة طوﻋﯾﺔ" ﻷﻛﺑر ﻋدد ﻣﻣﻛن ﻣن اﻟﺳﻛﺎن. إن اﻟذھﺎب ﺑزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟﺗطﮭﯾر اﻟﻌرﻗﻲ اﻟﻛﺎﻣل ﻗد ﯾﮭدد وﺟود اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ، ﺧﺎﺻﺔ اﻷردن وﻣﺻر، اﻟﻠﺗﯾن ﺗواﺟﮭﺎن ﺿﻐوطًﺎ ﻣن ﺷﻌوﺑﮭﻣﺎ وﺻﻔوف ﺟﯾوﺷﮭﻣﺎ ﻹﻋﻼن اﻟﺣرب ﻋﻠﻰ إﺳراﺋﯾل. وﺣﺗﻰ اﻵن، ﺗﺷﻌر اﻟﺳﻌودﯾﺔ أﯾﺿًﺎ إن اﻟﺗطﺑﯾﻊ ﻣﻊ إﺳراﺋﯾل ﻓﻲ ھذا اﻟﺳﯾﺎق ﻻ ﯾﺻب ﻓﻲ ﻣﺻﻠﺣﺗﮭﺎ.

ﺑﯾن اﻟوﺣدة اﻟظﺎھرﯾﺔ اﻟﻣؤﻗﺗﺔ ﻟﻸﻧظﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ، ﺗﻘف اﻹﻣﺎرات ﻛﺣﺎﻟﺔ ﺷﺎذة، ﻷﻧﮭﺎ ﺗﺳﻌﻰ ﻟﻠﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ ﻗطﺎع ﻏزة، وﺗﺷن ﺣﻣﻠﺔ ﻟﺗﮭﻣﯾش ﺣرﻛﺔ ﺣﻣﺎس ﻟﺗﺣﻘﯾق ذﻟك، ﻓﺈن اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﺣﻣﺎس اﻟﻣﺳدودة ﺷﺟﻌت ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻣؤﯾدة ﻟﻺﻣﺑرﯾﺎﻟﯾﺔ، وداﺧل ﻏزة، ردت ﻣظﺎھرات ﺣدﯾﺛﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻌﺎرات ﺟﻧﺎح ﻓﺗﺢ اﻟﻣؤﯾد ﻟﻺﻣﺎرات ﺑزﻋﺎﻣﺔ ﻣﺣﻣد دﺣﻼن، واﺻﻔﺔ ﺣﻣﺎس ﺑـ"اﻹرھﺎﺑﯾﺔ" وﻧﺎﺷرة اﻟطﺎﺋﻔﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎدﯾﺔ ﻟﻠﺷﯾﻌﺔ. ﻓﻲ ﺣﻠﻘﺎت ﺣدﯾﺛﺔ ﻣن "ﻋرﺑﻛﺎﺳت"، ﺑودﻛﺎﺳت ﺟدﯾد ﺗﻣوﻟﮫ اﻹﻣﺎرات، ظﮭر ﻣﺛﻘﻔون وﺳﯾﺎﺳﯾون ﻋرب ﺑﺎرزون ﯾدﻋون إﻟﻰ اﻟﺗﻔﺎوض ﻣﻊ إﺳراﺋﯾل وﯾدﻋﻣون اﻟﺧطﺔ اﻹﻣﺎراﺗﯾﺔ ﺿد ﺣﻣﺎس ﻓﻲ ﻏزة. إذا وﺟدت اﻹدارة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ واﻟﻧظﺎم اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ أن "ﺧطﺔ ﺗراﻣب" اﻷﺻﻠﯾﺔ ﻣﻛﻠﻔﺔ ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ، ﻓﯾﻣﻛﻧﮭم اﻻﻛﺗﻔﺎء ﺑﺎﺗﻔﺎق ﻣﻊ اﻹﻣﺎرات وﻣﺣﻣد دﺣﻼن ﻹدارة ﻣﺎ ﯾﺗﺑﻘﻰ ﻣن ﻏزة ﻟﻔﺗرة ﻣن اﻟوﻗت. وﻣﻊ ذﻟك، ﻓﺈن أي ﺗرﺗﯾب ﻛذﻟك ﺳﯾﻛون ﻣﻠﯾﺋًﺎ ﺑﻌدم اﻻﺳﺗﻘرار.

ﻣﮭﺎم اﻟﺷﯾوﻋﯾﯾن

ﻓﻲ ظل اﻟوﻗﻔﺔ اﻟﮭﺟوﻣﯾﺔ ﻟﻠوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة وإﺳراﺋﯾل وﺗراﺟﻊ اﻟﺣرﻛﺔ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻛل ﻣﻛﺎن، ﯾﺟب أن ﺗﻛون اﻟﻣﮭﻣﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﺷﯾوﻋﯾﯾن هي اﻟﻧﺿﺎل ﻟوﺿﻊ اﻟﺣرﻛﺔ التحررية ﻋﻠﻰ أﺳﺎس دﻓﺎﻋﻲ أﻗوى. ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أن اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﻧﺎﺿﻠﯾن اﻟﻣؤﯾدﯾن ﻟﻔﻠﺳطﯾن ﻻ ﯾزاﻟون ﻏﯾر ﻣدرﻛﯾن ﻟﻠوﺿﻊ اﻟﻛﺎرﺛﻲ ﻟﻠﻧﺿﺎل، ﻓﮭﻧﺎك آﺧرون ﯾﺷﻌرون ﺑﺧﯾﺑﺔ اﻷﻣل واﻻﻧﺣراف. أﻧﮫ ﻣن اﻟواﺟب ﻟﻠﺷﯾوﻋﯾﯾن أن ﻧﺻل إﻟﻰ ھﺎﺗﯾن اﻟطﺑﻘﺗﯾن وﻧﻧﺎﺿل ﻣﻌﮭﻣﺎ ﺣﺗﻰ ﯾﺳﺗﺧﻠﺻوا دروس اﻟﻔﺗرة اﻟﻣﺎﺿﯾﺔ، ونساعدهم ﻋﻠﻰ رؤﯾﺔ اﻷﺻول اﻟطﺑﻘﯾﺔ ﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت اﻟﻘﺎدة اﻟﻔﺎﺷﻠﺔ، ووﺿﻊ ﺑرﻧﺎﻣﺞ ﺛوري أﻣﻣﻲ التحرر اﻟوطﻧﻲ.

إن اﻟوﺿﻊ في غزة ﺻﻌب ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ. فبعد اﺳﺗﺋﻧﺎف إﺳراﺋﯾل ﻟﺣﻣﻠﺗﮭﺎ اﻹﺑﺎدية، ﯾﺟب أن ﯾﻛون اﻟﺷﯾوﻋﯾون ﻓﻲ طﻠﯾﻌﺔ اﻟدﻓﺎع ﻋن ﻏزة، ﻓﻲ ﺟﺑﮭﺔ ﻣوﺣدة ﻣﻊ ﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻷﺧرى. ﻣن اﻷھﻣﯾﺔ ﺑﻣﻛﺎن اﻟﻧﺿﺎل ﺿد اﻟﻣﺷﺎﻋر اﻻﻧﮭزاﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﻧﺎﻣﯾﺔ وﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺣرﻛﺔ اﻟﻣؤﯾدة ﻟﻺﻣﺎرات واﻟﻣؤﯾدة ﻟﻺﻣﺑرﯾﺎﻟﯾﺔ واﻟﻣﻌﺎدﯾﺔ ﻟﺣﻣﺎس ﻓﻲ اﻟﻘطﺎع. ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﺳﺗﻐل ﻣﻣﺛﻠوھﺎ اﻹرھﺎق اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻠﺟﻣﺎھﯾر، ﻓﺈﻧﮭم ﯾﮭﯾﺋون اﻷرﺿﯾﺔ ﻟﻼﺳﺗﺳﻼم ﻹﺳراﺋﯾل، وھو ﻣﺎ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون إﻻ ﻛﺎرﺛﺔ ﻟﻠﺷﻌب اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﻲ. ﻓﻲ ﻣﻘﺎوﻣﺔ ھذه اﻟﻘوات وﻣواﺟﮭﺔ اﻟﺟﯾش اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ، ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺷﯾوﻋﯾﯾن أﻻ ﯾﻘدّموا أي دﻋم ﺳﯾﺎﺳﻲ ﻟﺣﻣﺎس، ﺑل ﯾﺟب ﻓﺿﺢ اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺗﮭﺎ اﻟﻔﺎﺷﻠﺔ وﺗﻛﺗﯾﻛﺎﺗﮭﺎ اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ ﺑﺎﺳﺗﻣرار. وعلى الرغم من كل الصعوبات، يتعين على الشيوعيين أن يسعوا إلى إبقاء المقاومة حية ومواصلة الضغط على جيش الدفاع الإسرائيلي من أجل الحد من الأضرار الناجمة عن حملته المدمر المدمرة.

ﻟن ﺗﺄﺗﻲ أي اﻧﺗﺻﺎرات ﻓﻲ هذا اﻟﻧﺿﺎل ﻣن ﻏزة وحدها. أن اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟوﺣﯾدة ﻟوﻗف اﻟﻣﺷﺎﻋر اﻻﻧﮭزاﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﻧﺎﻣﯾﺔ واﻟﻣﺿﻲ ﻗدﻣًﺎ هي بمنظور ﯾﺷﻣل اﻟﻣﻧطﻘﺔ ﺑﺄﻛﻣﻠﮭﺎ. هناك ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻠﺣﺔ ﻟﺟﺑﮭﺔ ﻣوﺣدة ﻣﻧﺎھﺿﺔ ﻟﻺﻣﺑرﯾﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ أﻧﺣﺎء اﻟﺷرق اﻷوﺳط ﻟﻣواﺟﮭﺔ اﻟﺣﻣﻠﺔ اﻹﺑﺎدية اﻟﻣﺗﺟددة. ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻛﺎﻧت ھذه اﻟﺣﺎﺟﺔ داﺋﻣًﺎ ﻣﻠﺣﺔ، ﻓﺈن اﻟﺳﺑب ﻟﻌدم وﺟودها ﯾرﺟﻊ ﺑﺎﻟﻛﺎﻣل إﻟﻰ ﺧﯾﺎﻧﺔ اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ، وإﻟﻰ ﻗﺎدة اﻟﺣرﻛﺔ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ اﻟذﯾن ﯾﺗطﻠﻌون إﻟﯾﮭم. ﻣن اﻟﺣﻛﺎم اﻟﻌرب اﻟﻔﺎﺳدﯾن إﻟﻰ اﻟﻣﻼھﻲ اﻹﯾراﻧﯾﯾن وأردوﻏﺎن ﻓﻲ ﺗرﻛﯾﺎ، ﻓﺄظﮭر اﻟﺟﻣﯾﻊ أن أوﻟوﯾﺗﮭم ھﻲ اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺣﻛﻣﮭم اﻟوﺣﺷﻲ، وﻟن ﯾﺧﺎطروا ﺑﺗدﺧل ﻛﺑﯾر ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن.

ﻟذﻟك، ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺛورﯾﯾن اﻟﺳﻌﻲ ﻟﺑﻧﺎء ﺟﺑﮭﺔ ﻣوﺣدة ﻣﻧﺎھﺿﺔ ﻟﻺﻣﺑرﯾﺎﻟﯾﺔ ﻋﺑر ﻣد اﻟﯾد ﻣﺑﺎﺷرة إﻟﻰ ﺟﻣﺎھﯾر اﻟﺷرق اﻷوﺳط وﻓﻲ ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻟﺣﻛﺎﻣﮭم — ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن اﻟﺧطﺎب اﻟﻣؤﯾد ﻟﻔﻠﺳطﯾن اﻟذي ﻗد ﯾﻧطﻘون ﺑﮫ. ﻓﻘط ﻣن ﺧﻼل رﺑط اﻟدﻋم اﻟﮭﺎﺋل ﻟﻔﻠﺳطﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ ﺑﺎﻟﻧﺿﺎل ﻣن أﺟل اﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻷﻛﺛر إﻟﺣﺎﺣًﺎ ﻟﻠﺟﻣﺎھﯾر — ﺿد ﺣﻛﺎﻣﮭم اﻟﻣﻛروھﯾن واﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة وإﺳراﺋﯾل — ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺣرﻛﺔ أن ﺗﺑدأ ﺣﻘًﺎ ﻓﻲ ﺗﺣطﯾم اﻟوﺿﻊ اﻟراھن. ھذه أﯾﺿًﺎ ھﻲ اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﺑﮭﺎ اﻟﺗﻐﻠب ﻋﻠﻰ اﻻﻧﻘﺳﺎﻣﺎت اﻟطﺎﺋﻔﯾﺔ واﻟﻌرﻗﯾﺔ واﻟﻘوﻣﯾﺔ.

وﯾﺟب ﺗوﺳﯾﻊ ﻣﺛل ھذه اﻟﺟﺑﮭﺔ ﻟﺗﺷﻣل اﻟﻌﻣﺎل اﻹﺳراﺋﯾﻠﯾﯾن، ﻓﺳﯾظل ﺗﺣرﯾر ﻓﻠﺳطﯾن ﺑﻌﯾد اﻟﻣﻧﺎل دون اﻧﻘﺳﺎم ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ ﻋﻠﻰ أﺳس طﺑﻘﯾﺔ. وﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺷﯾوﻋﯾﯾن ﺧوض ﻧﺿﺎل ﺣﺎزم ﺿد ﺑﻘﯾﺔ اﻟﯾﺳﺎر ﻣن ﺧﻼل ﺗوﺿﯾﺢ أن ﺗﺣرﯾر اﻟﻛﺎدﺣﯾن اﻹﺳراﺋﯾﻠﯾﯾن ﯾﺗطﻠب اﻟﻘطﻊ اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻣن اﻟﻘوى واﻷﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺔ اﻟﺻﮭﯾوﻧﯾﺔ، ﻓﺎﺳﺗﺳﻼم ﻣﻌظم اﻟﯾﺳﺎر اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ ﻟﻠﺻﮭﯾوﻧﯾﺔ اﻟﻠﯾﺑراﻟﯾﺔ ھو اﻟﺧطر اﻷﻛﺑر ﻋﻠﻰ اﻟﺣرﻛﺔ اﻟﺛورﯾﺔ. وﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺷﯾوﻋﯾﯾن أﯾﺿًﺎ اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﻣزراﺣﯾم وإظﮭﺎر أن اﺿطﮭﺎدھم ﻟن ﯾﺣل ﺑﻣزﯾد ﻣن ﺗﺑﻧﻲ اﻟﻔﻛر اﻟﺻﮭﯾوﻧﻲ — ﻛﻣﺎ ﻟو ﻛﺎﻧوا ﯾﺛﺑﺗون أﻧﮭم ﯾﮭود "ﺻﺎﻟﺣون" — ﺑل ﺑرﻓﺿﮫ.

بالنسبة ﻟﺟﻣﯾﻊ اﻟﻌﻣﺎل اﻹﺳراﺋﯾﻠﯾﯾن — وﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣزراﺣﯾم — ﻓﺈن ﺗﺣﺳﯾن ﺣﯾﺎﺗﮭم ﯾﻣر ﻋﺑر ﺗﺣﺎﻟف ﻣﻊ اﻟﻌرب ﺿد اﻟﺣﻛﺎم اﻟﺻﮭﺎﯾﻧﺔ. إن اﻟﻌﻣل داﺧل ﺟﯾش اﻟدﻓﺎع اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ ﻟﮫ أھﻣﯾﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ، ﻓﯾواﺟﮫ اﻟﺟﯾش أﺳوأ أزﻣﺔ رﻓض ﻓﻲ ﻋﻘود، ﺣﯾث رﻓض أﻛﺛر ﻣن ١٠٠ أﻟف ﺟﻧدي اﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻟﺧدﻣﺔ، ﻓﮭذا ﯾظﮭر ﻛﯾف ﯾﺗﺧﻣر اﻟرﻓض ﻟﻠﺣرب اﻟطوﯾﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺻﻔوف، ﻓﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺷﯾوﻋﯾﯾن اﻟدﺧول إﻟﻰ اﻟﺟﯾش واﻟﺳﻌﻲ ﻟﺗوﺟﯾﮫ اﺳﺗﯾﺎء اﻟﺟﻧود ﻋﻠﻰ أﺳس طﺑﻘﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻓﺿﺢ اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﺣرب اﻹﺑﺎدة ھذه.

وﻓﻲ اﻟﻐرب، اﻟﻣﮭﻣﺔ اﻷوﻟﻰ ﻟﻠﺷﯾوﻋﯾﯾن ھﻲ إدراك أن اﻟﺣرﻛﺔ ﻗد ھُزﻣت وظلت معزولة وﻓﮭم أﺳﺑﺎب ذﻟك. لقد قاد الحركة اﻟﻠﯾﺑراﻟﯾون وأﺣﯾﺎﻧًﺎ ﻣﻣﺛﻠون ﻣﺑﺎﺷرون ﻟﻺﻣﺑرﯾﺎﻟﯾﯾن (اﻟدﯾﻣﻘراطﯾون ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة، ﺣزب اﻟﻌﻣﺎل ﻓﻲ ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ، ﻣﯾﻠوﻧﺷوﻧﯾون ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ، إﻟﺦ). مع وجود هؤلاء القادة، وهيمنة السياسات الليبرالية، فشلت الحركة في التواصل مع الطبقة العاملة، لأنها قدمت نفسها بمواقف أخلاقية للشعوب المستنيرة، لا كقطب لنضال الطبقة العاملة. وهذا يُفسر عدم تحقيقها أي مكاسب تُذكر.ﻛﻣﺎ ﻣﻛّن ﻣﻌظم ﻗﺎدة اﻟﻧﻘﺎﺑﺎت ﻣن ﻓﻌل اﻟﻘﻠﯾل ﺟدًا ﻟﻠﺣركة، ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء اﻟﺧطب اﻟﺗﺿﺎﻣﻧﯾﺔ من وقت لآخر. ﻟذﻟك، ﻣن اﻟﻣﻠﺢ ﻟﻠﺷﯾوﻋﯾﯾن اﻟﺗدﺧل ﻹﻋﺎدة ﺑﻧﺎء اﻟﺣرﻛﺔ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ، وﻟﻛن ﻋﻠﻰ أﺳﺎس طﺑﻘﻲ واﺿﺢ وﻣﻧﺎھض ﻟﻺﻣﺑرﯾﺎﻟﯾﺔ. ﻓﻘط ﻣن ﺧﻼل رﺑط ﻗﺿﯾﺔ ﻓﻠﺳطﯾن واﻹﻣﺑرﯾﺎﻟﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺿﺎل ﻣن أﺟل ظروف اﻟﻣﻌﯾﺷﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌﻣﺎل ﯾﻣﻛن أن ﺗﺻﺑﺢ اﻟﺣركة ﻗوة ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ. ﻓﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺎﺿﻠﯾن ﻓﮭم أن اﺳﺗرﺿﺎء اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﯾن اﻟﻠﯾﺑراﻟﯾﯾن وﺑﯾروﻗراطﯾﻲ اﻟﻧﻘﺎﺑﺎت اﻟﻌﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟذﯾن ﯾﺣﻣون اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﺣﺎﻛﻣﺔ ﻻ ﯾؤدي إﻻ إﻟﻰ إﻋﺎﻗﺔ اﻟﺣركة.

ﻓﻣﻊ ھﺑوب رﯾﺎح اﻟرﺟﻌﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻐرب، ﯾﺗﻌرض اﻟﻧﺷطﺎء ﻟﻘﻣﻊ ﻣﺗزاﯾد، ﻣن أﻧس ﻛﺎزﯾب ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ وﻣﺎﯾﻛل ﺑروﺑﺳﺗﯾﻧﻎ ﻓﻲ اﻟﻧﻣﺳﺎ إﻟﻰ ﻣﺣﻣود ﺧﻠﯾل ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة، وﺗﺳﻌﻰ اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﺣﺎﻛﻣﺔ إﻟﻰ ﺗﻘدﯾم أﻣﺛﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺎﺿﻠﯾن ﺑﺎرزﯾن. ﯾﺟب أن ﯾﺑدأ إﻋﺎدة ﺑﻧﺎء اﻟﺣرﻛﺔ ﺑﺣﻣﻼت ﺿد ھذا اﻟﻘﻣﻊ، اﻟذي ﻟﯾس ﺳوى ﺟﺎﻧب ﻣن ﻣﺳﺎﻋﻲ اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﺣﺎﻛﻣﺔ اﻷوﺳﻊ ﻟﻔرض اﻻﻧﺿﺑﺎط ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺧﻠف اﻟوﺿﻊ اﻟرﺟﻌﻲ اﻟﻘﺎﺋم.

ﻣﻧذ ﺑداﯾﺔ اﻟﺣرب، ﻗد ﻧﺎﺿﻠت اﻟراﺑطﺔ اﻟﺷﯾوﻋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﺑﺎﺳﺗﻣرار ﻣن أﺟل إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻣﺎرﻛﺳﯾﺔ ﻟﻠﺣرﻛﺔ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ في مواجهة مآزقها الليبرالية والقومية. لقد حذّر تدخلنا، الذي اقتصر للأسف على العالم الغربي في معظمه، بلا كلل من أن الحركة ستواجه الهزيمة ما لم تُجرَ عملية إعادة توجيه جذرية.. وركزنا جهودنا بشكل خاص على معظم اليسار الاشتراكي. فقد كتبنا فى مقالنا "الماركسيون وفلسطين: مئة عام من الفشل - دروس وآفاق، " (Spartacist اﻟرقم ٦٩ ، أﻏﺳطس ٢٠٢٤)

"إن اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن ﯾواﺟﮭون اﻹﺑﺎدة، وﻟﯾس اﻟﺗﺣرﯾر. ولتمهيد الطريق للنضال الفلسطيني، لا بد من البدء بقول الحقيقة بشأن الوضع الراهن. وبدلًا من ذلك، تُشجع معظم الجماعات الماركسية عالميًا الحركة بنشاط وهي تتجه نحو الهزيمة. وبدلًا من النضال من أجل مسار مختلف، فإنها تتبع قيادة الحركة، سواء كانت ليبرالية أم قومية. ونتيجة لذلك، فبينما كان من يُسمون بالماركسيين حاضرين في النضال، إلا أنهم كانوا إلى حد كبير ﺑﻼ ﺗﺄﺛﯾر ﯾذﻛر ﻋﻠﻰ ﻧﺗﺎﺋﺟﮫ."

واﺟﮭت ﺗﺣذﯾراﺗﻧﺎ اﺗﮭﺎﻣﺎت ﺑﺎﻟﺗﺷﺎؤم، وﺗم اﻟرد ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺑﺣﺟﺞ ﺣول أﻋداد اﻟﻣﺷﺎرﻛﯾن ﻓﻲ اﻟﺣركة، اﻟﺗﻲ ﺑدت وﻛﺄﻧﮭﺎ ﺗرﻛب ﻣوﺟﺔ ﺻﺎﻋدة ﻻ ﺗﻘﮭر. وﻟﻸﺳف اﻟﺷدﯾد، أﺛﺑت اﻟوﺿﻊ اﻟﻛﺎرﺛﻲ اﻟراھن أﻧﻧﺎ ﻛﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺣق. إن اﻟواﺟب اﻷول ﻟﻛل ﻣﻧﺎﺿل ﺟﺎد ﻣن أﺟل ﻓﻠﺳطﯾن ھو ﻣواﺟﮭﺔ أﺳﺑﺎب اﻟﻔﺷل ﺣﺗﻰ اﻵن وﺟﮭﺎً ﻟوﺟﮫ. ﻓإن ھذه ھﻲ اﻟﺧطوة اﻷوﻟﻰ ﻟﻠﻣﺿﻲ ﻗدﻣﺎً