https://iclfi.org/pubs/lb-ar/5
7 يوليو — أدى مقتلُ “ناهِل مَرزوق” يوم 27 يونيو على أيدى رجال الشُّرطة إلى إندلاع موجة من الغضَب العفْويِّ والمشروعٍ تماماً، تمكَّنتْ الحكومة مِن قمعه بعدَ نشْرٍ لمْ يسبِق له مثيل مِن العنف؛ فَلعِمدَّة أيام، بثَ جيشٌ قوامه 45 ألف شُرطيٍ الرُّعبَ في الأحياء ووسَط المُدن؛ حيث لا يزالُ عددُ الضحايا مجهولاً حتى اليوم. ولكن هناك شاب آخرعلى الأقل، قتلُ على أيدى الشرطة في مارسيليا. بينما شرَعَتْ عصاباتٌ فاشِيَّة في شن أعمالٍ إرهابيَّة في عِدَّة مُدن ضد الشَّباب. إن اليمينُ وأقصى اليمين ومنظمات الشُّرطة تتنافس في اِطلاق التَّصريحات الداعية للحرب الأهليَّة ضد المُضطَهَدين. وهكذا، فبَعْد هزيمةِ معركة المَعاشات، والآن، إنتفاضة الضَّواحي، أصبَحتْ الرِّجعيَّة هي الماسِكة بِزِمام الأمُور.
إنَّ المُهمَّة العاجِلة لِوقف هذا الاِنعطاف الرِّجعي هي تعبئة الطَّبقة العامِلة واليَسار للدِّفاع عن كلِّ الشباب ضد حقد الرَّأسماليِّين. لقد تم إعتقال أكثرَ مِن 3600 شابٍ؛ إذْ أمرَتْ الحكومة بِسَجْن كلِّ مَن تمكَّنتْ الشُّرطة مِن القبض عليهم ، بغض النظر عن نوعُ الاِتهامات المُوجَّهَة ضدهم أو نوعٍ الأدِلَّة المُفبْرَكة ضدَّهم. هناك بالفعل ما لا يقل عن 380 شابآ حكمً عليهم بالسِّجن. لقد حان الوقت لتنظيم اِحتجاجاتٍ أمام مراكز الشُّرطة، والمَحاكِم والسُّجون وتنظيمِ التَّضامُن مع الشَّباب. يجِبُ إطلاقِ سراحِهم فورآ، وبدون اِستثناء. إنَّنا ندْعو الحركة العُمَّاليَّة واليَسار لِتمْويل الدِّفاع عن هؤلاء الشَّباب (للمساهمة المالية للدفاع عن الشباب أنظر الصندوق أدناه)
اِبتداءًا مِن 5 يوليو تم تداول دعوة للتظاهر يوم 8 مِن نفس الشَّهر بِعُنوان “بلدُنا في حدادٍ وحالةِ غضَب”، وتمَّ التوقيع عليها مِن عدَّة أطرافٍ مِن بيْنها “ لَجْنة آداما”، وحزب “فرنسا المُتمَرِّدَة”، الكونْفدِرالِيَّة العامَّة للشُّغل، واِتحاد النَّقابات المُتضامِنة، و”الحزب المُناهِض للرَّأسماليَّة الجديد”. ولكِنَّ هذا النِّداء لا يطالًب بالِافراجَ عن الشَّباب المحكومين. إنَّ هذه الأعتقالات تمثل تهديداٌ مُباشِرآ للمَوجة القادِمة مِن الكفاح ضِد هجَمات الحُكومة التي تستهدف الوظايف والمَعاشات ومُستوى معيشة الطَّبقة العامِلة بأكملها.
لِماذا يُشكِّل سُؤال جِدُّ بسيط، لدى أيِّ شخص مُناهض للعُنصريَّة، عمَّا يجعل مِن الدِّفاع عن شباب الأحياء ضدَّ الرُّعب العُنصري للشُّرطة خطاً أحَمراً لدى الحُكومة واليَمين وأقصى اليَمين ولدى جُزءٍ مِن اليَسار؟ لأنَّه بِبساطة، في السِّياق الحالي، هوَ تشكيك في النَّزْعة الجُمْهورِيَاتِيَّة، الأساس الاِيدْيولوجي والأخلاقي للرَّأسماليَّة الفرنسيَّة منذُ أكثر مِن مئة عام، أي الولاء، دونَ تَحفُّظ، للنِّظام البُورجوازي ومؤسَّساتِه، والدفاع عن مَصالح الإِمبِرْياليَّة الفرنسيَّة، و ما يسمى بالعلمانية المُناهِضة للمُسلِمين. إنَّ مُواجَهة الشُّرطة، والاِضْرار بالمِلْكيَّة الخاصَّة وإنتهاكها هو تحطيمٌ لمقدسات النِّظام الجُمهوري. إن الدِّفاع غير المَشروط عن هؤلاء الشَّباب، أو الدِّفاع عن مَصالح الطَّبقة العامِلة أو النضال مِن أجْل تحسينِ الوَضع في الأحياء، فإنَّ كُلَّ ذلِك يقتضي إحداثَ قطيعةٍ مع ما يسمى “بالجُمْهورِيَاتِيَّة”.
إنَّ أى نضال للحُصول على تنازلاتٍ جِدِيَّة لصالح العُمال يعني بالضرورة نضالآً مُستميتاً ضدَّ البُورْجوازِيَّة ودولتِها. لا يمكنناُ أنْ نَتصوَّر إقامة إعنصاماتٍ مَتينة إذا لمْ ندافع اليومَ عن الشَّباب الذين تجرَّأوا على التَّمرُّد ضد الرُّعب البُوليسي. أنَّ كلَّ مَوجة قمْعٍ جديدة ضدَّ الحَرَكة العُمَّاليَّة، أو ضدَّ السُّتْرات الصَّفراء تم التحضير لها على الدَّوام بِتَضْييقٍ جديدٍ ضِد شباب الأحياء.
لقد جاء في نِداء 5 يويليو “ لا يمكنُ فِعْلُ أى شيءٍ دونَ تقسيم جديد للثَّروات، ودونَ الكفاح ضِدَّ اللامُساواة الاِجتماعيَّة. ولا يُمكِن تحقيقُ شيءٍ دون الكفاح ضدَّ الفقر...”. إن الأاِنفجارُ الهاائل للغضَب في الأحياء بعد القَتل العُنصري الذي تعرَّض له “ ناهِل”، سلط الضوء وبشكل جَلِيٍّ، على خلفية تدهْوُرَ الأسكان، والأنتشاراالمتزائد للبطالة، والتفكيكَ المستمر لأنظمة التعليم والصِّحة. لهذا، فإنَّ الكفاحَ ضدَّ التَّمييز والتَّفرِقة ضدَّ الأقليَّات المُضطَهَدة ذات الأصول المَّغارِبيَّة والإفريقيَّة مِّن جنوب الصَّحراء يعنى الكفاحَ مِن أجل ظُروف معيشية وظروف عمل أفضلٍ للطَّبقة العامِلة ككل. وهذا لا يُمكِن أنْ يتِمَّ دونَ مهاجمة اِلمَصالِح الأساسية للرَّأسْمالِّيِّين.
الاِتحاد البيئى والاِجتماعي الشَّعبي الجَديد يتمزق
رغْم ضآلة مُحتوى نِداء “ بلدُنا...” المُعلَن في 5 يويليو، فإنَّ الحزب الشُّيوعي الفرنسي رآه أكثر راديكليَّة، رافَضآ التوقيع عليه لأنَّه يشير ألى “ تصوُّراً قمْعياً للشُّرطة”. وهكذا، يُعيدُ الحزب الشُّيوعي الفرنسي طرْحَ مَطلَب “ فابْيان روسيلْ” في الاِنتخابات الرئاسية الماضِية بتوظيف 30 ألف شُرطي إضافي وفقآ لصحيفة “ لومانيتي” بتاريخ 5 يويليو. ومِن جِهتِه، لم يستَطِع الحزب الاِشتراكي هضْمَ “ الإدانة التَّامة وبدون تمييز لقُوات الأمن” حسب ما جاء فى جريدة “ لومونْد”، 7 يوليو.
لقد وقَّع حزبُ “ميلونْشونْ”، حزب “فرنسا المُتمرِّدَة”، على النِّداء، لكنَّ برنامَجَه، مثل برنامَج “ لجنة آداما”، لا يختلِف، جوهرياً، عن برنامج حزب “روسيلْ” وغيْره. إنَّها أحزابٌ تَسعى، بِكل الوسائل، إلى إقناع البورجوازيَّة بِبذل مجهود أكثر لفائدة الأحياء، مِن أجل مصلِحتها الخاصة، وتدعو إلى تطبيق مشاريع مُختلفة لإصلاح الشُّرطة. وهكذا، فإنَّ النِّداء يدعو إلى “إصلاحً عميقً لأجهزة الشُّرطة ولتقنيات تدخُّلها وتسِليحها ... وألى إنشاءً مكتب يُعنى بالتَّمييز ضد الشَّباب تحت السلطة الإداريَّة التى يرأسها “المُدافِع عن الحقوق”، وتعزيز وسائل الكفاح ضد العُنصريَّة، بما في ذلك داخل الشُّرطة”. بالأضافة إلى ذلك فإنَّ “ ميلونْشونْ” مُوافِّق على تجْنيد الشَّباب داخِل الشُّرطة مدَعيآ أن ذلك سيقود إلى “ تراجَع العُنصريَّة والعُنف” داخل الشرطة (حسب رواية جريدة “لوبينْيونْ”، 7 ديسمبر 2020). ليس من المحتمل أن يقترح “ ميلونْشونْ” تطبيق ذلك في هذا الوقت بالذات لأنَّه إذا تجرأ أحد ما بتنفيذ برنامَجِه فإنَّ التَّمرُّد سيبدأ من جديد.
إنَّ مُخطَّطات ما يسمَى “ إصلاح” الشرطة هذه تُعَمِّقُ ربْط َالعُمَّال والمُضطهَدين بالبورجوازيَّة من خلال إيهامِهِم بأنَّ رجال الشُّرطة يُمكن أنْ يكونوا قوَّة مُحايِدة في خدمة مجموع السُّكان — كما لو أنَّهم يستطيعون، في وقتٍ واحدٍ، خدمةَ المُستَغِلِّين الرَّأسماليِّين والعُمَّال والشَّباب.
يصرُ “ ميلونْشونْ” على أنَّ بقية مجموعة تحالف “ الاِتحاد البيئى والاِجتماعي الشَّعبي الجديد” ليس لديمم سببٍ لِلقوْل بأنَّ “ لهُم اِختلافاً جوهرياً في الرأي معي”. ومع ذلك، فإنَّ الحزب الاِشتراكي والحزب الشُّيوعي شكَّلا جبهةً مُتحِّدة مع “ ماكْرونْ”، واليمين وأقصى اليمين يقف ضدَّ “ ميلونْشونْ” لأنَّه رفَض توجيهَ نداءٍ للشَّباب للأنحناء. فبينما يزيد هذا من رصيده، فإن ذلك يمثل مشكلة كبيرة بالنسبة له: فمِن ناحية، يُنظَرُ إليهِ على أنَّه القُطب الأساسي المُعارض للرِّجعيَّة، وبالفعل، فهو يريد أداءَ هذا الدَّور. ومِن ناحية ثانية، فإنَّ الدِّفاع عن شباب الأحياء سيقود إلى تفجير “الاِتحاد البيئى والاِجتماعي الشَّعبي الجديد» و حزب «فرنسا المُتمرِّدة»، أيضاً، لأنَّ الإِثنيْن قائمان على أساسِ ما يسمى «بالقِيَم الجُمهوريَّة». إنَّ الدفاعَ غير المَشروط عن هؤلاء الشُّبان ضِد القَمع، غير مُتوافِق مع هذه « القِيَم» وهذه هي لعْنَة لِمَن يُريد حُكم الرَّأسماليَّة الفرنسيَّة (وهذا ما يُريدُه « ميلونْشونْ»).
إنَّ «الاِتحاد البيئى والاِجتماعي الشَّعبي الجديد» وحزب « فرنسا المُتمَرِّدة» نفْسِهما غارِقان في أزْمة خطيرة. وهذه الوضعيَّة تُمثِّل فُرصة للثَّوريِّين لِيحقِّقوا تقدُّما في مسألة الدِّفاع عن الشَّباب وتحطيم هذا التَّحالف التَّعاوني الطَّبَقي الذي يعيق، في كل مرحلة، الكفاحَ مِن أجل مَصالح العُمَّال. لقد حان الوقت الذي يتعيَّنُ فيه َأن نظهر بالنضال الضرورَة الملحة لوجودِ حزبٍ ثوريٍّ. لِهذا السَّبَب، يتوجَّبُ الدَّفعَ بالتناقُضات داخل تحالف «الاِتحاد البيئى والاِجتماعي الشَّعبي الجديد» إلى ذروَتِها وكذلك التناقض بين نزعة اليسار الجُمْهورِيَاتِيَّة والاِدِّعاء بالوُقوف إلى جانِب الطبقَات الأكثرَ حِرماناً، بِهدَف إبرازِ الطابَع الرِّجْعي لـ “الاِتحاد البيئى والاِجتماعي الشَّعبي الجديد» بِكُلِّ مُكوِّناتِه بِصفتِه عائِقاً أمامَ الدِّفاع عن المُضطَهَدين. ولكنَّ هذه فُرصَة ترفُضُ مُنظمة «الثَّورة الدائِمة»الملتزمة بالدِّفاع عن الشَّباب، أخذَها بِعين الاِعتبار.
مِن أجل جبهة واسعة للدِّفاع عن الشَّباب
تدعو مُنظمة « الثَّورة الدائِمة، وهي مُحِقَّة فى ذلك، إلى بِناء جبهة عريضة للدفاع عن الأحياء وقد رفضتْ، بِحَق، التَّوقيعَ على نِداء «لجنة آداما» مِن خلال مُعارَضتها وبشكل خاص «لأِستراتيجيَّة النِّداء لإستجواب الحكومة وإصلاح مُؤسسة الشُّرطة»، كما أن منظمة «الثورة الدائمة» تُدينُ بِشدَّة المواقِفَ الشُّوفينيَّة للمُكوِّنات الأكثرَ يمينيَّة في “الاِتحاد البييئى والاِجتماعي الشَّعبي الجديد» مثل الحزب الاِشتراكي والحزب الشُّيوعي الفرنسي. إن كل هذا جيِّد جداً.
كمَّا أصدرت مُنظَّمة « الثَّورة الدائِّمة» النِّداء التَّالي: «إنَّه لَمِن المُلح المُطالبة بالعَفو عن كُلِّ الشَّباب المعتقلين وإلغاء مُجمل القوانين الأمنيَّة والعنصريَّة و التَّخلي عن قانون الهِجرَة». إنَّنا مُتَّفقون مع ذلك. ويتوجب الأمرُ مُساءَلة صريحة لِحزب « فرنسا المُتمَرِّدة» كي يُقدِّم نُوَّابُهُ في البرلمان، على الفور، مِثل هذه القرارات إلى الجمعيَّة الوطنيَّة — وأمامَهُم أمْران: إمَّا الرَّفض وبذلك يُظهِرون حقيقتَهُم، وإمَّا اِنفجار «الاِتحاد البيئى والاِجتماعي الشَّعبي الجديد».
لكنَّ مُنظمَّة « الثَّورة الدائِمة» لا تُدينُ الجُمهوريَتِيَّة على أساسِ كونِها عائق أساسي، مما يجعل من السهل إخفاء التوترات التى تنخَر حزب «فرنسا المُتمَرِّدَة» تحتَ البِساط، بدلا من السَّعي إلى تأْجيجِها؛ وبالنالى فإنَّها لا تكشف كيف يشل هذا الحزب الدِّفاع عن الشَّباب. وبدلا عن ذلك فإنَّ «منظمة «الثورة الدائمة» تَعتبِر نداءَ 5 يوليو «مسْعىً تقدمياً» وتُحيِّي: «ردَّ فِعل قطاعات اليَسار مِثل حزب « ُفرنسا المتمَرِّدَة» التي رفضتْ أن تدعو إلى «الهُدوء» رغمَ ضُغوط الدَّولة بهذا الخُصوص، وأيضاً الجَبهة العريضة مِن المنظمات السياسيَّة والنَّقابيَّة مثل «الكونفدراليَّة العامة للشُّغل» ومجموعات أخرى والتي عبَّرتْ عن دعمِها لأحياء الطبقة العاملة في بيان أصدرتهُ يوم 5 يوليو. أنَّ هذا المَوقف يُسجِّل قطيعةً وتقدُّماً بالنَّظر لِما كان عليه الوَضع في 2005. ولكن يُمكنُنا التَّأسُّف على طابَعِه المٌتأخِّر ومَنطِقِه في مجال مُساءَلَة الحُكومة».
على الرغمَ من اِنتقاداتِها، فإنَّ مُنظَّمة « الثَّورة الدائِمة» ترفُض طرْحَ االمسألة الرئيسية والمتمثلة فى بناء جبهة عريضة للدِّفاع عن الشَّباب. يجب علينا مُكافحة تأثيرِ الجُمهورِيِّين الميلونْشونِيِّين والنضال من أجل قيادة ثوريَّة. إنَّ رفضَ خَوض مِثل هذه المعركة السياسيَّة ستكون نتيجتُه الإبقاء على الخونَة على رأس النَّقابات، والميلونْشويِّين، مَرَّة أخرى، على رأس قيادة الحرَكة — وبهذا سيُقوضون أيضاً قضيَّة الدِّفاع عن الشَّباب. أنَّ نداءَ مُنظمة « الثَّورة الدائِمة» الدَّاعي إلى جبهةٍ واسِعة لنْ يَنتُجَ عنه الكشفَ عن دور قادة الكونفدرالية العامَّة للشُّغل، و» الاِتحاد البيئى والاِجتماعي الشَّعبي الجديد» والميلونْشويِّين، وإنَّما يُساهِم في بِناء سلطَتِهِم.
وفي السِّياق الحالي للصُّعود الرِّجعي، فإنَّ هدفَنا هو، على الدَّوام، الكفاحُ مِن أجل توحيد الطَّبقة العامِلة ووضْعُها على رأس كُلِّ المُضطَهَدين، كقوَّة مُستقلَّة ضِد البُورجوازيَّة ودولتِها. وبذلك، فإنَّ هدف وَحدَة الشَّباب والطَّبقة العامِلة يمكن تحقيقه فقط، على أساسِ قطيعةٍ مع الجُمْهورَيَتِيَّة، وخلفَ طليعةٍ ثوريَّة. وهذا بالضَّبط، ما ترفُض القيامَ بِه مُنظَّمة « الثَّورة الدائِمة».
إنَّ الكفاحَ مِن أجل تحريرِ الشَّباب يجِب أنْ يسيرَ جنباً إلى جنب مع مَطالب مِن أجل أجُور وظروفِ عملٍ أفضل، ومن أجل وضع قانوني متساوٍ لِكلِّ العُمَّال لِمُكافحة التَّفرِقة العِرقِيَّة التي يُمارِسُها أربابُ العمَل. وبذلك يُمكِن لهذا الكفاح مِن أجل تحريرِ الشَّباب أنْ يكونَ شَرارة لتعبئة العُمَّال لِوقْف المَدِّ الرِّجْعي ودفع تقدُّم تنظيمِ الطَّبقة العامِلة اِستعداداً للمعارِك القادِمة.
وعلى العكسِ مِن ذلك، يخرٍب البيروقراطيُّون النَّقابِيُّون والميلونْشونِيُّون كلَّ مُواجهة كُبرى، ويُبقونَ الكفاحَ ضِمن إطارٍ مقبولٍ مِن طرف البُورجوازِيَّة، ويَفرِضونَ اِحترامَ القوانين المُعادية للنَّقابات، ويَقبَلونَ التَّسخيرات كما يسْعون لتحويل رغبات العُمَّال في التَّغلب على «ماكْرونْ» والطُّفيلِيِّين الذين يخدُمُهم، في اِتجاه البرلمان وإصلاح الدَّولة الرَّأسماليَّة. إنَّه لَمِن الواجِب بناءُ أقطابٍ ثوريَّة في النَّقابات وفي أحياء الأقليات ، تقوم على أساس القطيعة السِّياسيَّة مع الجُمهورِيَتِيَّة الميلونْشونيَّة والإصلاحية النَّقابيَّة، وعلى تنْظيمِ مُظاهرات أمام مُحافظات الشُّرطة والمَحاكم، خلفَ هذه المَطالب:
-
الإِفراج الفَوري عن كُلِّ الشَّباب الموقوفين وإلغاءُ كُلِّ التُّهَم المُوجَّهة إليهم.
-
بناء حزبٍ مُتعدِّد الأعراق وثوري يُكافِح مِن أجل حكومة عُماليَّة.
-
للقَطيعة مع الجُمهورِيَتِيَّة. لا تأْييد لـِ « ميلونْشونْ» ولا لـِ « الاِتحاد البيئى والاِجتماعي الشَّعبي الجديد».
-
من أجل إستبدال البيروقراطِيِّين بقيادة ثوريَّة للنَّقابات ـطرد رجال الشُّرطَة وحرس السُّجون من النقابات.
-
لِمُواجَهة أزمة السَّكن التي تؤثر الشباب بشكلٍ خاصٍ يجِب مصادرة المُّلاك العَقاريِّين والقُصور الفَخمة على الفَور وتوسيعُ وتكييفُ بناءِ السَّكنات الرَّخيصة والجيِّدة.
-
مِن أجل نَقل عُمومي مُشترَك ومجَّاني ووفير على مدار اليوم.
-
من أجل تثبيت كُلِّ العُمَّال المؤقتين فى وظائف دائِمة ومن أجل حملة واسِعة للتنظيم النَّقابي.
-
الإلغاء الفَوري لِكُلِّ الدُّيون البنْكيَّة لصغار التجار والحانات والمَطاعم وديون الطلاب.
-
حقّوق المُواطَنَة الكامِلة لِكُلِّ المُهاجِرين.